يعتبر كاتب الدولة المكلف بالإنتاج الثقافي، سليم دادة ضمن أعضاء الحكومة الذين تمكنوا من إحداث ثورة في قطاعاتهم خلال فترة زمنية وجيزة من خلال إطلاق العديد من الورشات والمشاريع وهو ما أثار ارتياح شريحة واسعة من المثقفين الذين استبشروا خيرا بتعيينه في منصب كاتب الدولة مكلف بالإنتاج الثقافي كيف لا وهو ابن القطاع وعارف بكل خباياه. "مسيرتي المهنية أهلتني لتقلد المنصب" عاد كاتب الدولة المكلف بالإنتاج الثقافي، سليم دادة خلال إستضافته ل " الجزائر الجديدة" إلى الأسباب التي أهلته لتقلد منصبه ضمن طاقم حكومة عبد العزيز جراد قائلا:« قبل إلتحاقي بمنصبي كنت مدرك لكل خفايا القطاع الثقافي وحتى الناشطين في القطاع، وهذا بحكم أنني ابن القطاع وناشط فيه كمؤلف وقائد أوركسترا و كباحث علمي وأستاذ مؤطر ومسير في مختلف المؤسسات الثقافية في الجزائر وفي الخارج وذلك منذ سنة 2005 وقتها كنت مؤلف موسيقي في الاوركسترا السنفونية الوطنية بعدها كأستاذ في مختلف معاهد التكوين في الموسيقى، فيما بعد واصلت دراستي في أوروبا وتحديدا في إيطالياوفرنسا، وكانت لي عدة شراكات فنية دولية في اوروبا والوطن العربي ساهمت في تفعيل الاشتغال على الموسيقى السينفونية في الأفلام الجزائرية، بالإضافة إلى قيامي بعديد المبادرات الثقافية الفنية الابداعية أو التكوينية، لكن تبقى التجربة الأهم في الجزائر كانت بعد عودتي من أوروبا نهاية 2014 إلى اليوم، حيث تقلدت فيها عدة مناصب في قطاع الثقافة، فمن باحث في العلوم الموسيقية ملحق بالمركز الوطني للبحث في ما قبل التاريخ وعلوم الانسان والتاريخ، الى مسؤول عن مخبر البحث في علم الآلات بمركز الدراسات الأندلسية بتلمسان، دون اغفال التكوين كأستاذ للغيتار والتكوين الموسيقي في المدرسة العليا للأستاذة ولقيادة الاوركسترا في مؤسسة الحرس الجمهوري والغيتار ايضا في المعهد الوطني العالي للموسيقى، في نفس الفترة، كنت أيضا عضوا في عديد اللجان كصندوق دعم الفنون والأداب في وزارة الثقافة، ترؤس لجنة تحديد الأعمال الموسيقية في الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، ترؤس كذلك لجنة علي معاشي للمبدعين الشباب سنة 2019 ، ثم عضوية قبل ترؤس المجلس الوطني للفنون والأداب وهو المجلس الذي يعنى بإشكالية الفنان، وضعية الفنان الإجتماعية والمهنية. هذه الخبرة الإدارية والتسييرية واكبت ايضا نشاطي الفني كتأليف موسيقى باليه " شعلة الصحراء " مع البالي الوطني، فيلم " أغسطينوس، ابن دموعها " وفيلم " ابن باديس " مع المركز الجزائري لتطوير السينما، تسجيل البوم مع فرقة شلوق المتوسطية وتأسيس أوركسترا شباب الجزائر، ضف إلى ذلك العديد من الأعمال والشراكات الفنية في إيطاليا، فرنسا، بلغاريا، تونس، لبنان، مصر، الصين، وغيرها. تنصيبي على رأس كتابة الدولة للإنتاج الثقافي يأتي إذن كنتيجة طبيعية لهذه المسيرة الفنية والمهنية الوطنية والدولية الثرية، وهي ثقة كبيرة من لدى السيدين رئيس الجمهورية والوزير الأول، التى اتمنى ان تكلل بالنجاح والإنجازات الميدانية في خدمة الإنتاج الثقافي والفني في الجزائر. وحتي نكون منصفين وعادلين فهناك الكثير من الأشياء التي تحققت على المستوى التشريعي، والتنظيمي، وكذا على مستوي خلق المؤسسات، لكن هناك الكثير من الأشياء التي يجب الإشتغال عليها، والتي نذكر منها وضعية الفنان والعمل علي تحسينها بالإضافة إلى تفعيل التكوين الفني وإعادة النظر في توجه الطلبة المتخرجين، كل هذا يصب في ميدان الإنتاج الثقافي، ويؤثر بصفة مباشرة علي نوعية وكمية الأعمال الثقافية بحكم أن اللبنة الأولى فيه هي الفنان ، المثقف، الأديب والباحث. " هذا ما حققناه" وعن أهم الأهداف التي حققها منذ التحاقه بالوزارة قال سليم دادة :« في البداية قمنا بوضع إسترتيجية للعمل عليها خلال الرباعي 2020-2024 والمصادقة عليها من طرف الحكومة وكذا البرلمان وكل هذه الإجراءات استغرقت مدة شهر ونصف، بعدها شرعنا في الاتصالات بالفاعلين وتنظيم الورشات والعمل علي تجسيد هذه الاستراتيجية على أرض الواقع. لكن لا يجب إغفال أزمة كورونا التى أثرت سلبا على النشاطات الثقافية عموما والانتاج الثقافي خاصة من خلال الغاء المهرجانات والحفلات والعروض وكذا توقيف انتاج العديد من الأعمال والمشاريع الفنية والثقافية، وهذا ما دفعنا إلى وضع تصور جديد في نقل الفعل الثقافي إلى المنصات الرقمية واعادة رزنمة نشاطاتنا وتحويلها على الفضاء الافتراضي. فأول ورشة فتحناها كانت ملف المهرجانات، فقد اقترحنا دفتر شروط جديد يؤطرها ويضمن مراقبتها ومرافقتها من طرف المركزية، كما اعدنا النظر في في التوزيع الجغرافي للمهرجانات وحتى في ما مدى نجاعة بعض المهرجانات المتوقفة او الفاشلة. الملف هذا هو على طاولة الوزيرة في انتظار تفعيله بعد الكورونا. خلال فترة الحجر الصحي أطلقنا ايضا ورشة التكوين الفني عن بعد، وهي عبارة عن فيديوهات نصورها ونركبها لدروس لأساتذة مختصون وفنانون محترفون في مختلف الأنماط الفنية (موسيقى، مسرح، فنون بصرية، أدب، رقص) موجهة أساس لمختلف طلبة معاهد التكوين الفني في بلادنا، وقد لقيت هذه الفيديوهات رواجا كبيرا وسط الطلبة وغيرهم من الفنانين الهواة، بمعدل حلقتين كل أسبوع تتراوح مدة كل وحدة منها 7 إلى 8 دقائق، نضعها على قناة كتابة الدولة للإنتاج الثقافي على موقع اليوتيوب وكذا مختلف الوسائط الرسمية على الفيسبوك والأنستغرام هذه الدروس تغطي فراغ التكوين الفني في الجزائر خلال فترة الحجر الصحي وهي مجانية موجهة لكل الطلبة على غرار طلبة المعهد العالي للموسيقي، المدرسة العليا للفنون الجميلة، المعهد العالي لفنون العرض والسمعي البصري. وقد ساهمت هذه الدروس في تعريف الطلبة بأساتذة آخرون جلهم فنانين محترفين في الجزائر أو المهجر كما تعد فرصة لتوجيه الطلبة نحو الحياة الإحترافية من خلال الإستفادة من عصارة خبرة هؤلاء الأساتذة. أما الورشة الكبرى التي تم فتحها مؤخرا فهي المشاورة الدولية المتعددة الأطراف حول وضعية الفنان في ظل أزمة كورونا فيروس، عن طريق تقنية التحاضر المرئي يوم الإثنين 4 ماي 2020، وأرفقت بعدد ثاني من المشاورات يوم 16 ماي وهي تتعلق بوضعية الفنان الإجتماعية والمهنية، ثم نظم عدد ثالث يوم 30 ماي.
"نراهن على نجاح المقاولاتية الثقافية بالجزائر" وعن مشروع المقاولاتية الثقافية بالجزائر أجابنا سليم دادة قائلا:« منذ التحاقنا بالوزارة سعينا للاستثمار في الطاقات البشرية للقطاع وفي شهر جوان الجاري، سننظم ورشة دولية حول المقاولاتية الثقافية بالجزائر بحضور الفاعلين الثقافيين والمتعاملين العوام والخواص في مختلف ميادين القطاع. وستكون هذه الورشة الدولية التي يجري التحضير لها منذ المصادقة على برنامج الحكومة من قبل البرلمان، من الآن متبوعة بتنظيم الصالون الوطني الأول للمقاولاتية الثقافية بحضور أهم النماذج الوطنية الناجحة في هذا المجال، وذلك في شهر نوفمبر المقبل. وقد تم اعتماد مصطلح المقاولاتية الثقافية كعنوان للفعاليتين وليس الاستثمار الثقافي باعتبار المقاولاتية الثقافية "فعل إيجابي وبحثي واستشرافي" مبني على "دراسة للواقع والإمكانيات المتاحة وخطة منهجية في العمل". وأعتقد أن تأسيس كتابة للدولة تعنى بالإنتاج الثقافي يعكس تصور رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في جعل قطاع الثقافة قطاعا يساهم في إنعاش الإقتصاد الوطني من خلال خلق الثروة وتوفير مناصب عمل وكذا تصدير المنتجات الثقافية الجزائرية إلى الخارج. " هذا رأيي في الهفوات التي حملتها بعض برامج رمضان 2020" وفي سؤال عن الأخطاء والهفوات التي حملتها برامج رمضان لهذه السنة أجاب سليم دادة :« للأسف، الكثير من الأعمال التلفزيونية تروّج لظاهرة العنف وتقدم صورة مغلوطة عن شخصية الجزائريين وهي صورة نمطية سلبية لا تخدمنا، بل وتتناقض حتى مع السلمية والتحضر اللذان ابهر بهما الجزائري العالم خلال الحراك الشعبي طوال سنة 2019. في رأيي، وهذا ما طالبنا به منذ سنوات، يجب اعادة النظر في دفتر الشروط الخاص بالاستغلال والبث لدى القنوات، لا يكون تقني فحسب، بل يجب أن يكون أيضا فنيا وأخلاقيا، يحفظ المستوى القيمي للأعمال السمعية البصرية المقترحة ويعزز من التنوع في مضامينها التي يجب أن تكون قيّمة وتحترم ذكاء وذائقة المشاهد الجزائري. واقع الإنتاج الفني يعطي للمنتج صاحب العمل السمعي البصري حق اختيار الأسماء التي يراها مناسبة لكن في نفس الوقت منح هذه الأدوار لعارضي وعارضات الأزياء والنشطاء على موقع اليوتيوب والمغنيين قد يؤثر سلبا على نوعية العمل التلفزيوني، درامي او فكاهي كان، لأن النشاط الفني فيه تخصصات وكل فن له شروطه ومقوماته، وميدان التمثيل يتطلب من ممارسه، وان كان اسما بارزا في فن آخر، الدراسة والتكوين حتى يتأتي له خوض التجربة المهنية بجدارة واحتراف. فحتى ام كلثوم لم تنجح كممثلة في افلام غنائية رغم شهرتها وصوتها، كذلك الأمر بالنسبة لدحمان الحراشي في فيلم " صحا دحمان ". ا لمعادلة ليست بالبساطة اذن وشهرة الفنان وحدها لا تضمن نجاح العمل، فأسباب نجاح العمل التلفزيوني أو السينمائي يعتمد علي نوعية السيناريو وأداء الممثلين والتصوير والموسيقى وايقاع التركيب والرؤية الإخراجية، وعملية الترويج، والعديد من العناصر الأخرى لتحقيق النجاح.
أنا بريء من مقاضاة فيصل قفاز من جهة أخرى كشف سليم دادة كاتب الدولة المكلف بالإنتاج الثقافي أن رئيس بلدية الجزائر الوسطى عبد الحكيم بطاش هو الذي رفع دعوى قضائية ضد فيصل قفاز وذلك على خلفية اتلافه لرسومات جدارية بساحة الشهيد مصطفى بن بولعيد بالجزائر العاصمة . مضيفا أن متابعة مخرب الجدارية ليس من صلاحياته وكل ما قام به هو معاينته لمكان الواقعة يوم 20 ماي المنصرم وأرفق معه رئيس البلدية كمسؤول اداري عن المنطقة. ووقتها لم يكن الجاني معروفا ولا حتى من رسم الجدارية. وكانت العديد من الأطراف قد حاولت إقحام كاتب الدولة للإنتاج الثقافي سليم دادة في قضية المتابعة القضائية لفيصل قفاز عن طريق ترويجها لمعلومات مغلوطة على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وهو ما نفاه سليم دادة جملة وتفصيلا.