قالت وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة أن ولاية وهران قد ظُلمت ثقافيا لسنوات عديدة، فلا وجود لمكتبة رئيسية ولا هياكل ثقافية في المستوى، مشيرة أن تواجدها بالولاية ليس لتفسير أسباب تهميش المدينة وإنّما من أجل العمل على إعادة بعث الثقافة بها وتجديد الطموح وكذا استدراك ما أمكن، بداية بتصنيف مسرح علولة ضمن التراث الوطني وصيانة التماثيل الفنية التي تعلوه وكذلك عصرنة متحف أحمد زبانة لمواكبة المقاييس الدولية. زينة.ب وأوضحت مليكة بن دودة لدى زيارتها التفقدية لمدينة وهران، أن حمل المتحف اسم الشهيد أحمد زبانة ليس هينا ولابد من أن يكون في مستوى المتاحف العالمية، لذلك -تضيف- فإن عملية العصرنة التي تتكفل بها الوزارة على مستوى هذا المتحف، بهدف أن يوافق المقاييس الدولية، مشيرة أن العرض الذي تم تقديمه للحضور عن مستقبل هذا الصرح الثقافي سيكون بالتعاون مع جمهورية التشيك، موضحة أن هذا الاتفاق يفضي إلى تحديث المبنى كلية وتخصيصه للجانب الطبيعي حتى يكون فريدا من نوعه ونموذجيا. وأضافت الوزيرة في السياق ذاته، أن هوية المتحف غير واضحة لاحتوائه على التراث، الآثار، الإنسان، الطبيعة وغير هذا، وأن هذه الفوضى الهوياتية لا تخدمه وليست في صالح الترويج له خاصة -تقول- أن الوزارة تسعى أن يكون التراث مادة للاستثمار الاقتصادي في الجزائر، فلابد أن يكون مشوقا وجميلا وجذابا للزوار، مشيرة إلى أن وهران ستكون وجهة سياحية بامتياز بحلول 2022 حيث ستحتضن طبعة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وإن كان الحدث رياضيا -تضيف- يرغب القطاع أن يكون ثقافيا أيضا ومتحف في المستوى هو نقطة إيجابية لدى استقبال السواح، والمتحف -حسبها- سيكون في حلة وشكل جديدين، مشددة على ضرورة تخصيص مكان لاقتناء المنتج السياحي للمنطقة وكذا مكان لراحة المتجول للمتحف الذي ترغب أن يكون مكانا للفسحة الثقافية، وهذا -تقول- يدخل في إطار سياسة عامة للتراث في الجزائر. من جانب آخر، تأسفت وزيرة الثقافة على الحالة التي وصل إليها مسرح "عبد القادر علولة"، معلنه عن تصنيفه ضمن التراث الوطني، والإسراع في صيانة الثماثيل التي تعتبر رمزا من رموز الجمالية المعمارية للمدينة، مضيفة أنها قد أسدت تعليمات مستعجلة في إطار الشراكة مع الخبراء من جمهورية التشيك للقيام بالعمل، ولكن -تشير- الأزمة الصحية العالمية حالت دون ذلك وفي انتظار حلها ستقوم الوزارة بحل استعجالي مع طلبة الفنون الجميلة للتخفيف من حجم الضرر، وهذا -تقول- يدخل في دور الوزارة في حماية هذه الرموز. وتطرقت بن دودة أيضا إلى مشروع تهيئة قصر الثقافة بوهران حيث أكدت على ضرورة الإسراع في تسليمه، وقالت أنها تشجع مبادرات المسثمرين الخواص والعمل على خلق الاستثمار الثقافي في المدن الكبرى، ومساعدة الشباب أصحاب المشاريع في تحقيقها وإنشاء لجان متابعة لهم، بالإضافة -تقول- إلى تدعيم قطاع الثقافة بالولاية بمركز المؤتمرات بحي الصباح حيث سيضم دارا للفنان وميدياتيك. للإشارة فإن وزيرة الثقافة قد زارت مدرسة الفنون الجميلة ومعهد الموسيقى ومركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية والإشراف على لقاء مع ممثلي المجتمع المدني بمتحف "مامو"، وزيارة لمختلف المعالم الأثرية لوهران منها "بورتيس مغنيس" وقصر الباي. كما كرمت خمسة فنانين من الولاية، هم؛ الشاعر طواهري الطاهر، الروائي علي شريف روان، المسرحي ميسوم مجهري، الممثلة خديجة بنداس، والمغني هواري بن شنات. وقالت الوزيرة للحضور "أريد مساعدتكم ونحن هنا لحل ما يمكن والتأسيس لأشياء جديدة ستجعل وهران في مستوى هذا الاسم".