تعززت رفوف المكتبة الوطنية بمؤلف جديد عنوانه "موسيقى الأهقار من الشفهي إلى التدوين" للكاتب عبد الوهاب بوغردة المختص في علم الموسيقى وخريج المعهد الوطني العالي للموسيقى بالجزائر، الذي يرتقي إلى مجتمع الإيموهاغ ومنطقة الأهقار ولاية تمنراست. الكتاب قطع مسافة 2000 كلم من عاصمة الأهقار ليصل إلى "الجزائر الجديدة" عبر رحالة ومغامر الثقافة المخرج محمد يحياوي. خليل عدة صدر الكتاب عن دار الأنير للنشر والتوزيع والترجمة بتاسوست جيجل، ويقع في 121 صفحة من الحجم الكبير. راجعه ودققه، الأستاذ عبد الحميد بيقة، وتقنيا الأستاذ المهدي سلطاني، منهجيا، الدكتور محمد بلخير، المراجعة الصولفاجية، الأستاذ بسالم أزواو، صمم الغلاف أمينة بوزيان، وخطط الرسومات، الأستاذ ناجم نويصر واخرجه فنيا، ايوب بنبري. يضم الكتاب مقدمة ويقع في خمسة (5) فصول مقسمة إلى مباحث، يتناول الفصل الأول منها، مبادئ ومفاهيم عامة عن الأهقار العريق، الثاني يغوص في الموسيقى الآلية لمنطقة الأهقار، الثالث، يستعرض الموسيقى الإيقاعية والأغاني المصاحبةلها، الرابع، يقدم الموسيقى الغنائية والبوليفونية للأهقار التي تجمع الأصوات، أما الفصل الخامس والاخير فيتناول أنموذجا تحليليا ونطبيقيا للموسيقى الآلية، الإمزاد والتزامارت، ويضم الكتاب خاتمة وملاحق، للتدوين الموسيقى الآلية، ملحق التدوين لألحان الإيمزاد، ملحق التدوين الموسيقي لطابع "تزنغارت" الموسيقى البوليفينية، وهنك ملحق للصور. أهدى بوغردة باكورة أعماله وثمرة عمله والدته رمز الحب وبلسم الشفاء من كانت سندا وقوة وملاذا، وإلى من حصد الأشواك على دربه ليمهد له طريق العلم، والده الذي ربطه بالامل والعمل وكل عائلته من تمنغست إلى أبلسة. كما قدم كلمة شكر وعرفان إلى روح أستاذه المرحوم التومي عبد الله وأسرة المعهد الوطني العالي للموسيقى. معلومات عن الموروث الموسيقي لمنطقة الأهقار يرصد الكتاب -حسب واضعه عبد الوهاب- جميع المعلومات التي تتعلق وتعنى بالموروث الموسيقي لمنطقة الأهقار على اختلاف أنواعها وأشكالها، ويهتم بملامح الطبوع الموسبقية وكذا الأدوات والآلات المستعملة فيها، وإبراز وإستنباط أساليب الأداء فيها بشقها الآلي الإيقاعي والغنائي، فيما تهدف الدراسة المجراة إلى تقنين أشكال وظائف الإيقاع المرافق المتعدد في الطبوع الموسيقية، من خلال العلاقة الأدائية بين الإيقاع اللحني والإيقاع المرافق وإبراز ظاهرة التنويع والتباين الإيقاعي وكذلك في الأداء الغنائي. وتقدم الدراسة التي يتضمنها الكتاب رؤية شاملة وعلمية للتدوين الموسيقي، وهذا لضرورة الحفاظ على هذا الموروث وتثمينه من خلال ألحانه الثرية من أجل الكشف عن خصوصيات اللغة الموسيقية المكونة للتراث الموسيقي لمنطقة الأهقار. يعد الموروث الموسيقي لمنطقة الأهقار مرآة عاكسة لأصالة التوارق، فهو يشكل مشعلا هاما يجسد هوية وكيان مجتمع "الإيموهاغ" بين الماضي والحاضر. اعتمد عبد الوهاب المنهحين الوصفي والتحليلي في دراسته وكذا التاريخي واعتمد على الطريقة التجريبية -مثلما يوضح ذلك في مقدمة كتابه والتي يوضح فيها صعوبات الموضوع المتناول- أسباب اختيار الموضوع واهدافه وعينات الدراسة. كتاب يسد الفراغ من الدراسات النظرية العلمية قدم الكتاب الدكتور محمد بلخير وهو أستاذ عبد الوهاب في علم الاجتماع بالجامعة، الذي يرى أن كتاب موسيقى الأهقار، يعد مهما بداية من شغور الساحة الثقافية والفنية ونظوبها للتراث النظري العلمي بولاية تمنراست وبأقصى الجنوب حيث يتواصل السكان ويمتدون فيما بينهم إلى دول الجوار. وهو إضافة سامقة للمكتبة الوطنية ليعرف بالتدوين تراث وثقافة تمتد آلاف السنين، تراث يبحث عن تدوين وتعزيز للأبحاث وتنظيم المؤتمرات في موضوع هذا الكتاب. ويؤكد أنه لمس في هذا العمل الجدية والصرامة، وتوقفت كثيرا عند فصوله، فوجدت مدى ترابطها والأفكار وتسلسلها، مراعيا الجانب المنهچي إلى الجانب النظري الذي جاء ثريا بالمعلومات، وأدرك يقينا أنه سيقع بين أيدي مئات المتظاهرين والمطالعين المحبين في منطقة الأهقار والتاسيليو تديكيلت وتوات وطلبة العلم في ربوع الوطن الكبير، وحيثما وقع نفع كالغيث، في عصر التعليم الإلكتروني. ولم يتوقف الكتاب عند هذا الحد من السرد والتفاصيل، بل تعداه إلى إبراز ظاهرة التنوع والتباين الإيقاعي واللأداء الغنائي مما يعكس عمق الموروث الثقافي لمنطقة الأهقار وترائها. ويؤكد أن تدوين التراث الشفهي من معالم التحضر والممارسة الحضارية، فالرجل الأزرق عبر الأزمنة الغابرة دون برموز ورسومات وحفريات ونقوش صخرية ما عاشه في عصره بكل بساطة وبداوة، ليضع أمام جيل اليوم، جيل البحث العلمي والمعرفة اكتشاف وفهم هذه الكنوز والإستفادة منها في مسألة الهوية والتقدم الحضاري المستقبلي المبني على الأدلة والهدف المحدد ووسائل العمل. كما ضم الكتاب تقديما بقلم الأستاذ بسالم أزواو، وهو باحث في المعهد الوطني العالي، الذي قال بأن كتاب عبد الوهاب يركز على مجالين رئيسيين، الأول هو حماية التراث غير المادي، والذي يمثل قضية ذات أولوية في عصرنا الحالي مع ظهور عقليات وتقاليد وممارسات تميل إلى تهميش العادات والتقاليد لصالح الأشياء السطحية، وثانبا على المستوى الموسيقي حيث يتناول السؤال الدقيق المتمثل في التدوين الموسيقي الأغاني والموسيقى الآلية والإيقاعات. يقدم الكتاب بانوراما عامة للتقاليد الموسيقية لمنطقة الأهقار من خلال الاوصاف والتحليلات، ذات الصلة التي توضح جميعها المدى الثقافي الموسيقي الواسع والمكان الذي تحتله الموسيقى في مجتمع الاهقار التقليدي. على المستوى الموسيقي أجرى تصنيفا للأنواع الموسيقية الآلية والغنائية بإيقاعاتها الفنية والمتنوعة الخاصة بهذه المنطقة، كما أضاف تدين موسيقى لكل نوع وطابع، وتعد هذه المرحلة رائدة لكونها تفتح الطريق أمام تطوير هذه الموسيقى. للعلم المؤلف عبد الوهاب بوغردة هو باحث شاب ومؤلف أكاديمي جزائري من تمنراست، له اهتمام بموسيقى الشعوب، متخصص في علم الموسيقى، تدوينا ونظرية تحليل، تخرج منذ فترة من المعهد الوطني العالي للموسيقى بالجزائر، متحصلةعلى شهادة الدراسات العليا الموسيقية، عازف على ألة العود، متحصل أيضا على شهادات كفاءة في مجال الترحيل الجوي وتسبير مصالح شركات الطيران في مجال الحوجزات.