تطرق الباحث عبد الناصر بوردوز من الجزائر، في مداخلته حول''داينان.. طبع موسيقي بين التغيير والاندثار''، خلال الملتقى الدولي حول ''الشعر والحفاظ على التراث الموسيقي'' الذي تجري فعالياته بقاعة الموقار، إلى تعريف الطابع الغنائي ''داينان'' الذي قال بشأنه إنه تعبير فني رائع، هوطابع- يقول عبد الناصر- يؤدى عادة بلسان أمازيغي، فهويجمع بين الكلمة الشعرية المغناة بإيقاعات متنوعة وبين الرقص. ومن خصوصيات هذا الفن، حسب ما جاء في مداخلة عبد الناصر، أنه نوع موسيقي بسيط نابع من أصوات مشبعة ناتجة عن قرع آلة ''أقلاّل'' الإيقاعية يصحبه نفخ على الناي. ومن كلماته: ''هغانيمت، هجعبوبت أوهقجعبوط'' أي تبعا للهجات المحلية. ويبنى هذا الطابع- يقول عبد الناصر- على إيقاع ترنيمات تتكرر إلى غاية انتهاء المقطوعة الشعرية، وتجتمع هذه الترنيمات بكيفية ما فتشكل قوالب لحنية مختلفة لتعطينا لحنا شجيا. يرتبط هذا الفن، استنادا إلى ذات المتحدث، بحياة المجتمع الناطق بالأمازيغية المنتشرة عبر جبال الظهرة على العموم وهي ترتكز بشكل كبير في ولاية تيبازة، ويتم ترديد هذه الأغاني في المناسبات الاجتماعية المختلفة مثل حفلات الزفاف وبخاصة ليلة ''الدخلة''، حيث نطالع في القصائد المغناة الكثير من خلجات العشق والغرام والعاطفة والهيام أي يسود ''داينان'' الغزل الماجن والإباحي منه. ودعا عبد الناصر في الأخير إلى ضرورة الحفاظ على هذا الفن الذي بدأ يعرف طريقه نحوالاندثار. .. وقطاط يجزم بوجود وحدة عضوية بين الشعر والموسيقى في التراث الإسلامي ''من خاصيات التكامل بين التراكيب الشعرية واللحنية في التراث الموسيقي العربي.. النوبة المغاربية نموذجا''، هو عنوان المحاضرة التي ألقاها الأستاذ قطاط محمود من تونس بقاعة الموقار أول أمس خلال الملتقى العلمي الدولي ''الشعر والحفاظ على التراث الموسيقي''، حيث أوضح قطاط أن الشعر والموسيقى في التراث الإسلامي يشكلان وحدة لا يمكن تجزئتها من حيث البلاغة والقوالب الموسيقية واللفظية أيضا، فقد كان للغناء والإيقاع الموسيقي، حسبه، دورا كبيرا وتأثيرا عميقا على تطور الشعر. كما أتاحت مجالس الغناء، يضيف قطاط، فرصة لتطور الموسيقي والشعري، حيث صار الشعر ينظم من أجل الغناء، مستشهدا بعلم العروض قائلا: ''إذا كان علم العروض، وهو ميزة الشعر، به يعرف صحيحه من مكسوره'' فإن العروض الموسيقية هي محاولة وصفية لإيقاع الكلمة بغية معرفة البناءات الإيقاعية الأساسية لاستغلال نظريات الإيقاع في الموسيقى ومصطلحات التدوين الموسيقي تيسيرا لفهم الكلمة العربية وتذوقها''. وتخضع النصوص الغنائية في النوبة المغاربية من حيث تصميمها الشعري، حسب ذات المحاضر، إلى قوانين محددة فهي تعتمد، حسب قطاط، على منتجات شعرية من القصيد العمودي والدارجة أوالاثنين معا، حيث أثبتت الدراسات المقارنة وجود عدد من النصوص المتفق عليها في مختلف الأرصدة المغاربية مع بعض الفروق المتعلقة بكيفية الأداء والاستعمال اللحني والإيقاعي بالنسبة إلى عدد منها.