حققت السينما الجزائرية حضورا جارفا في تيارات السينما الجديدة مثلما نالت أيضا العديد من الجوائز السينمائية الرفيعة وذلك حين جرى منح السعفة الذهبية لمهرجان (كان) السينمائي للفيلم الجزائري (وقائع سنوات الجمر) لمخرجه محمد الخضر حامينا وذلك العام 1975 وهي المرة الأولى التي تمكنت فيها السينما العربية من بلوغ هذه المرتبة المتقدمة في عالم الفن السابع. تتالت أعمال السينما الجزائرية في المهرجانات العالمية الكبرى بأفلام على غرار: (رياح الأوراس) للأخضر حامينا، (الطريق) لمحمد سليم رياض ، )الأفيون والعصا) لأحمد راشدي، (الفحام) لمحمد بوعماري، (عمر قتلاتو الراجلة) لمرزاق علواش، (نوه) لعبد العزيز طولبي ، (الراحلون) لسيد علي مازيف، (رياح الرمل) لمحمد لخضر حامينا، )نشوة) لمحمد شويخ، (الصورة الأخيرة) لمحمد لخضر حامينا، (زهرة الرمال) لمحمد رشيد بن حاج، )مدينة باب الواد ) لمرزاق علواش ، (مرحباً يا ابن العم ) لمرزاق علواش، (رشيدة) ليمينة بشير، (البلديون أو الأهالي) لرشيد بوشارب ، (مسخرة) لالياس سالم، (رحلة إلى الجزائر) لعبد الكريم بهلول (الخارجون عن القانون) لبوشارب، و(الساحة) لدحمان اوزيد. وقفت السينما الجزائرية وراء إنجازات عديدة في السينما الفرنسية والإيطالية والفلسطينية واللبنانية والتونسية والفيتنامية وافريقية متنوعة وذلك عندما مولت نتاجات أفلام روائية وتسجيلية من تلك البلدان ، وبهذا الصدد نستذكر من تلك الأفلام: (العصفور) ليوسف شاهين ، (عودة الابن الضال) للمصري يوسف شاهين، (الأقدار الدامية) للمصري خيري بشارة، (زد) للفرنسي كوستا غافراس ، (الحفل) للإيطالي ايتوري سكولا ، (النخيل الجريح) للتونسي عبداللطيف بن عمار وسواها كثير.. شهد الحراك السينمائي الجزائري في السنوات الخمس الأخيرة انتعاشا ملحوظا على أكثر من صعيد، تلخص في البرامج والمشاريع التي اخذ القائمون على فعاليات الجزائر عاصمة للثقافة العربية العام 2007 على عاتقهم إنجازها احتفاء بالمناسبة، بعد أن تم تذليل الكثير من الصعاب والتحديات أمام جيل من المخرجين وكتاب السيناريو الجدد، واستعادة أسماء راسخة في السينما الجزائرية اضطرت إلى الهجرة بعد عجزهم عن تمويل أفلامهم نتيجة للأحداث العصيبة والأليمة التي عاشتها الجزائر طوال العقد الأخير من القرن الماضي. ومع إطلالة أولى الفعاليات، كان الأمر واضحا أن ثمة اهتماما بالجانب السينمائي على نحو خاص فقد جرى الإعلان عن تطوير مشاريع وفعاليات تتعلق ببنية التنشيط في حقل الثقافة السينمائية من بينها إقامة ندوات وملتقيات نقدية وعروض لأفلام مختلفة الأساليب والتيارات وترميم أكثر من صالة عرض سينمائية من بينها السينماتيك الجزائري وفروعه إضافة إلى تنظيم مهرجانات سينمائية متخصصة ودعوة العديد من النقاد السينمائيين العرب والأجانب ، إلى جانب إنجاز أكثر من عمل سينمائي قصير وطويل مثل أفلام لمخرجين مخضرمين: (مصطفى بولعيد) لأحمد راشدي، (رحلة إلى الجزائر) لعبدالكريم بهلول، و(العائشات) لسيد ولد خليفة، عدا عن إقامة وتنظيم ورش تدريبية لطاقات من السينمائيين الشباب أنجزوا عبرها مجموعة من الأفلام اللافتة. وأوضحت وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي في مداخلة لها ضمن فعاليات سينمائية شهدتها الجزائر، حجم الاهتمام الذي أولته الجزائر إلى إيجاد قانون خاص للسينما، مشيرة إلى ضرورة الارتقاء بالصناعة السينمائية الجزائرية وتقديم سائر أشكال الرعاية والاهتمام بالبنية التحتية لصالات السينما وتحديث أجهزة العرض وتزويدها بالأجهزة التقنية الكومبيوترية ، والعمل على الاحتكاك مع ابرز صناع السينما العالمية بغية الاستفادة من خبراتهم وأيضا الانتهاء من إنجاز المعهد العالي للإخراج السينمائي وكتاب السيناريو إضافة إلى إعادة الروح إلى سينماتك الجزائر ورفده بأحدث الإنجازات في الفن السابع. وفي سبيل النهوض بالصناعة السينمائية، قدم عشرات من المخرجين والمخرجات الجزائريين أفلامهم القصيرة والطويلة، بحيث نجح غالبيتهم في استعادة ذلك الالق الممتزج بالنبض الإنساني والمفعم بألوان من الجماليات السمعية البصرية والدرامية وهي تعالج مواضيع وقضايا وطموحات وآمال المجتمع الجزائري بفرادة وبساطة نادرتين، وساهمت في تجميع شتات السينما الجزائرية المبعثرة طاقاتها في الداخل والخارج.