افتتحت، مساء أمس، بقاعة ابن زيدون برياض الفتح فعاليات الأيام السينمائية بالجزائر العاصمة في طبعتها الأولى، التي تمتد من الثالث أكتوبر إلى غاية السابع منه، من تنظيم جمعية المخرجين المستقلين ''لنا الشاشات''، الذي استهل رئيسها المخرج سليم أقار كلمته الافتتاحية بتقديم المخرجين المشاركين الوافدين من مختلف الدول العربية، حسان نزار من فلسطين، محمد نضيف من المغرب وأحمد عاطف من مصر، الذي أشاد بتاريخ السينما الجزائرية الحائزة على الأوسكار وأول دولة تنشئ سينيماتيك على المستوى العربي، ومن الأردن منتصر مرعي الذي اعتبر أن الجزائر هي البلد الوحيد الذي أعطى للفيلم الوثائقي حقه بوضعه في نفس مرتبة الفيلم الروائي، والمخرجة الفرنسية إيلان شوفان، بالإضافة إلى أعضاء لجنة التحكيم لأحسن سيناريو على المستوى الوطني التي ستفرز - حسب رئيس اللجنة سليمان بن عيسى - جيلا جديدا من السينمائيين الذين يحملون أفكارا وقضايا هامة· الجمهور السينمائي العاصمي كان حاضرا بقوة في موعد الافتتاح، حيث استمتع بالعرضين الأولين، الخفي ''كلونديستان''، فيلم قصير مدته 14 دقيقة للمخرج الجزائري عبد الحميد كريم، تمثيل الياس سالم، عثمان بن داود، عبد القادر دحو وغيرهم· الفيلم يروي قصة أربعة شبان بطالين، يلتقون يوميا بالميناء يترقبوا البحر والسفن من بعيد، يغتنموا فرصة محاصرة أحد مروجي المخدرات للبحارة لإرغامه على مساعدتهم للحرفة إلى فرنسا، غير أن أحدهم يتأخر عن الموعد بسبب لقاء برمجه في ظروف غير عادية مع حبيبته· أما العرض الثاني، فكان للمخرج الجزائري سليم أقار، فيلم وثائقي مدته 40 دقيقة لخص من خلاله مسيرة أكثر من 40 سنة من السينما الجزائرية عن طريق عرض كرونولوجي تناول فيه أهم المراحل بدءا برائعتي المخرج الكبير محمد لخضر حامينا الذي نقل سينما حديثة النشأة إلى العالمية بحيازته للأوسكار في مهرجان ''كان'' الدولي عن فيلمه ''وقائع سنوات الجمر'' سنة 1975 وقبله ''ريح الأوراس'' سنة 1967، الفيلم الذي حصد عدة جوائز دولية، لتتوالى بعدها عشرات الأعمال التي تروي كفاح شعب أراد الحياة، نذكر منها معركة الجزائر، دورية نحو الشرق، حسان طيرو، العفيون والعصا، الخارجون عن القانون وغيرها··· هذه المرحلة التي أطلق عليها المخرج عنوان ''الثورة في السينما الجزائرية''· أما في عهد البناء والتطور الاقتصادي والاجتماعي في المجتمع الجزائري، فسايرت السينما هذا التقدم والانفتاح بنقلها طموحات الشباب ومشاكله الداخلية التي أظهرها مرزاق علواش في فيلمه الشهير ''عمر قتلاتو الرجلة''، ''نهلة''، ''ليلى والآخرون'' لسيد علي مازيف، ''سقف و عائلة'' لرابح العراجي سنة 1982، رائعة أحمد راشدي ''الطاحونة'' سنة 1985، الفيلم الذي حصل على الجائزة الفضية بمهرجان قرطاج الدولي··· حتى العشرية السوداء عبّرت عنها السينما ببعض الأفلام أبرزها ''رشيدة'' للمخرجة أمينة شويخ، ''المنارة''، ''باب الواد سيتي'' و''العالم الأخر''··· ليختتم العرض بآخر الإنجازات ''أندوجان'' لرشيد بوشارب و''مصطفى بن بو العيد'' لأحمد راشدي، كما اشتمل العرض على شهادات حية لبعض المخرجين الكبار، لخضر حامينا من الجزائر، والراحل يوسف شاهين من مصر، الذي تحدث عن التعاون السينمائي المشترك المصري الجزائري في فيلمي ''العصفور'' و''عودة الابن الضال'' بمشاركة الممثل القدير سيد علي كويرات· انطباعات الجمهور بروري سفيان :طالب جامعي أنا من هواة السينما وهي فرصة لعشاق هذا الفن للاستمتاع بالعروض طيلة أسبوع كامل· أما بخصوص العرض الأول ''كلونديستان''، فحسب رأيي الأفكار المطروحة فيه تتعارض والعقلية الحالية للشباب· حطاب زوهير : صحفي أنا أرحب بمثل هذه المبادرة التي تعتبر الأولى من نوعها، خاصة وأنها تجمع عدة سينمائيين مما سيشجع مستقبلا على العمل المشترك ويكون حافزا للسينمائيين الجزائريين لاكتساب الخبرات وتبادل الأفكار· فريدة حرحار :منتجة وممثلة حيث بحاجة إلى مثل هذه التظاهرات التي افتقدناها منذ مدة طويلة بالعاصمة· أما بخصوص عروض اليوم الأول فلدي بعض التحفظات لبعض الأفلام التي تضمنها الفيلم الوثائقي للمخرج سليم أقار، مثل فيلم ''فيفا ألجيريا'' و''دليس بالوما''، وهي أفلام تسيء للجزائر· فريدة صابونجي :ممثلة أشعر بارتياح كبير وسط عائلتي السينمائية التي كما ترون أغلبها شبان، فنحن بحاجة إلى نفس جديد يدفع بعجلة السينما إلى الأمام بعد الركود الذي تعرفه السينما الجزائرية حاليا· عبد القادر طجار :ممثل مسرحي رغم ميلي الكبير للمسرح إلا أنني لبيت الدعوة لأنني أحيا من جديد كلما ألتقي بمثل هذا الجمهور الغفير الذي يبعث فينا الأمل من جديد وهي فرصة للشبان لتبادل الخبرات وتجارب الجيل القديم·