أسدل الستار أول أمس بتيزي وزو على فعاليات الطبعة الرابعة من مهرجان القصة والحكاية، والذي دأبت عاصمة جرجرة على تنظيمه في شهر نوفمبر من كل عام وذلك بمبادرة من الجمعية الولائية لفنون القصة والحكاية "الذرة السحرية"، وفي خضم الاختتام نوه رئيس الجمعية "طيب بوعمار" ضرورة ترسيم هذه التظاهرة التي دخلت تجربتها الرابعة وذلك بهدف رد الاعتبار للحكاية أو القصة، التي تمثل جزءا مهما من موروثنا الشعبي غير المادي، لما لها من أثار ايجابية في تعزيز هوية الأمة، والغرس الثقافي لها من جهة، ومن جهة أخرى لما تلعبه من دور مهم في تربية النشء، وفي هذا الصدد سعى المشاركون الذين حرصوا على تقديم أجمل ما استمع به آباؤنا وأجدادنا، من خلال باقة منوعة من الحكايات التي تناغي التراث والهوية المحلية، إلى رد الاعتبار للحكاية كأداة بيداغوجية لتربة الأطفال وتلقين مبادئ اللغة، وكأسلوب تقليدي للاتصال والتعامل، فترسيم التظاهرة وإعطائها بعدا وطنيا من شأنه إعادة بعث القصة كسلوك اجتماعي وثقافي، وكسر تقوقعها في المحلية وإخراجها إلى آفاق أوسع، خصوصا وأن هذا اللون يهدده الاندثار والنسيان أمام المنافسة الشرسة التي شنّتها وسائل الإعلام الثقيلة من إذاعة وتلفزيون والتي جعلت الحكاية والقصة على هامش الاهتمامات، من جهتهم أعرب العديد من الزوار الذين التقيناهم بحر الأسبوع الماضي بعد انتهاء "الحكايات"، على إعجابهم الشديد بهذه التظاهرة التي رجعت بهم إلى سنوات الطفولة، والقعدات مع الجدة حول الكانون، للاستمتاع بأساطير الأولين فغرست فيهم الحنين إلى الماضي والرغبة في استرجاعه في كل مرة.وأجمل ما في هذه التظاهرة أنه تم تصوير فعالياتها من طرف عزيز بلحاج نجل السينمائي بشير بلحاج وهو الذي ستجمعها الأيام القليلة القادمة في فيلم وثائقي يبث على القنوات الجزائرية.