رغم الإعلان عن تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد وتزايد حالات الإصابة بالنسختين المتحورتين النيجرية والبريطانية، ورغم اطلاق الأطباء لصافرات الإنذار مجددا، غير أن "التمرد" على الاجراءات الوقائية، لايزال سيد الموقف في المحلات والأسواق والمراكز التجارية الكبرى ومراكز البريد ، فلا كمامات ولا تباعد واجتماعي. ومن خلال جولة استطلاعية ل "الجزائر الجديدة" قامت بها إلى بعض الأحياء الشعبية والأسواق الكبرى والمراكز التجارية المعروفة في العاصمة، برز التراخي وعدم الالتزام بتدابير الوقاية من فيروس كورونا كوضع الكمامة والالتزام بالتباعد الاجتماعي، فنادرا ما تُصادف في الأزقة والمحلات وبالأخص الأسواق الشعبية التي تعج هذه الأيام بالمواطنين شخصًا يضع الكمامة على الفم والأنف، فالبعض يربطها يبده أو يعلقها في عنقه وقد يلجأ إليها في حالة ما إذا دخل محلاً أرغم على ارتدائها في مكان ما . وفي سوق درقانة الشعبي والمراكز التجارية الواقعة في قهوة شرقي، تقف على مشاهد تُؤكد عدم التزام المواطنين تماما بالإجراءات والتدابير الوقائية من كورونا كالتباعد الاجتماعي، فتشاهد عناق وتبادل قبل مع الأصدقاء والجيران، رغم أن الجرائد والبلاطوهات تعج هذه الأيام بالمختصين الذين يحذرون من خطورة الفيروس المتحور البريطاني والنيجيري وبروز مؤشرات توحي بأن الجزائر مقبلة على موجة ثالثة أبرزها ارتفاع عدد الإصابات اليومية بكورونا. وفي المحلات وأسواق الألبسة والأواني، يُصادفك أشخاص يطلبون منك وضع الكمامة حتى أنك تجد قُصاصات بيضاء مكتوب عليها "ممنوع الدخول بدون كمامة" وحتى "ممنوع دخول الأطفال الصغار" غير أنه وبمجرد أن تطأ أقدامك المحل فإن الكمامة والتباعد الاجتماعي غير موجودين أصلا. الوضع ذاته ينطبق على سائقي سيارات الطاكسي والحافلات والتراموي والقطارات، فإجراءات الوقاية من كورونا غائبة تماما، بل حتى أن بعض المواطنين يجهرون علنا بتخليهم عن الكمامة بدعوى اختفاء المرض وهناك من لا يؤمن به أصلا رغم الفترات الصعبة التي شهدتها البلاد منذ فيفري 2020. يحدث كل هذا في وقت تشهد مصالح الإنعاش مثل مصلحة الإنعاش بالمستشفى الجامعي سعادنة عبد النور بسطيف، حالة تشبع بسبب ارتفاع عدد الإصابات بالوباء، ويربط مختصون الارتفاع المسجل في عدد الإصابات بالتراخي المسجل في الشوارع والأماكن العمومية والمحلات والأسواق والمراكز التجارية. وحسب البروفيسور حفيظة بوخروبة المختصة في علم الأوبئة والطب الوقائي بمستشفى سعادنة عبد النور بولاية سطيف، فإن الأطباء الخواص يسجلون يوميا حالات جديدة للإصابة في عياداتهم، قائلة أن هذه الحالات تعالج في المنازل ولا تذهب للمستشفى ويجب التصريح بها لتصبح مسجلة عند وزارة الصحة. والملاحظ حسب المختصة في علم الأوبئة والطب الوقائي فإن حالات الإصابة بالكوفيد في ارتفاع مستمر بسبب تهاون المواطنين وظهور السلالات الجديدة وبداية انتشارها، أوضحت المختصة في علم الأوبئة والطب الوقائي أن هذه الحالات لا تخيفنا كونها تعالج في البيوت، لكن ما يخيفنا هو عدم استجابة المواطنين للبروتوكول الصحي فينقلون العدوى ويتسببون في إصابة الكثيرين خاصة كبار السن. وشددت البروفيسور بوخروبة على أنه إذا أردنا أن نتفادى العودة إلى نقطة الصفر وإجراءات الحجر الصحي علينا فقط الالتزام بالبروتوكول الصحي خاصة في هذه الأيام من رمضان أين تكثر الخرجات والتجمعات والأسواق. كما أن المسؤولية الفردية هي المطلوبة حاليا قبل الجماعية لبس الكمامة، التباعد، غسل اليدين وحماية كبار السن والمرضى. ولم تستبعد المختصة في علم الأوبئة والطب الوقائي بمستشفى سطيف الموجة الثالثة من كورنا مؤكدة أنها قادمة لكن لن تكون خطرة إذا التزمنا بلبس الكمامة، معبرة عن تخوفها من امتلاء المستشفى بالمرضى، كون هذه السلالة خطرة حتى على الشباب وتدخلهم مباشرة في الانعاش مثلما هو الوضع حاليا بمستشفى سطيف. وحذرت البروفيسور حفيظة بوخروبة، من الانتشار السريع لفيروس كورونا، مؤكدة عودة الفيروس خاصة وأنه في بعض الأحيان لا توجد له أعراض ظاهرية، كما أن السلالة الجديدة لا تستوطن منطقة البلعوم بل قد تؤثر مباشرة على الرئتين وقد تكون أكثر خطرا وفتكا من الأولى إذا لم تعالج.