من أسمائه الحسنى: المجيب، وقد أمرنا بالدعاء ﴿ادْعُونِي﴾ ووعد بالإجابة ﴿أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ (غافر: من الآية 60) والذي لا يدعوه فهو مستكبر... مآله إلى النار ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)﴾ (غافر) من الآية السابقة.. وهو سبحانه ﴿قَرِيبٌ مُجِيبٌ﴾ (هود: من الآية 61) ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)﴾ (البقرة)، وهذه الآية جاءت في وسط آيات الصيام، ولعلها إشارة للصائم أن يدعو ربه.. فللصائم دعوة لا ترد.. ففي الحديث"ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم.." (الترمذي: دعوات: 3598 حسن، وابن ماجه: 1752 وأحمد: 2/ 305 ، 2/445 صحيح). نحن نسأل من عنده خزائن السموات والأرض ويعطي الجميع ولا ينقص من ملكه شيء ﴿وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ﴾ (إبراهيم: من الآية 34) وفي الحديث ".. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني، فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر.."(مسلم: البر والصلة: 2577 وأحمد: 2/344، 3/12).. وإذا سألت ودعوت فاعلم أن الله يجيب ويعطي"ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته ، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما يصرف عنه من السوء مثلها" قالوا: إذًا نكثر قال: "الله أكثر". (رواه أحمد: 3/18 : 11075 حسن، والترمذي: دعوات: 3573 نحوه وصححه الحاكم).. وإذا كان الله وحده هو الذي نلجأ إليه وهو وحده الذي يملك العطاء والإجابة.. فإنالمؤمن يطرق بابه سبحانه ويضع رحاله عنده، وينتظر الفرج.. لكن قد يتخلف الدعاء بسبب تخلف شروطه وآدابه.. وقد لخص إبراهيم بن أدهم هذا الموضوع حين سأله الناس: لماذا ندعو فلا يُستجاب لنا؟ فقال: لأن قلوبكم ماتت بعشرة أشياء، فقيل ما هي؟ قال: عرفتم الله فلم تطيعوه، وعرفتم الرسول فلم تتبعوا سنته، وعرفتم القرآن ولم تعملوا به، وأكلتم نعم الله ولم تشكروه، وعرفتم الجنة فلم تطلبوها، وعرفتم النار ولم تهربوا منها، وعرفتم الشيطان ولم تحاربوه ووافقتموه، وعرفتم الموت فلم تستعدوا له، ودفنتم الأموات ولم تعتبروا بهم، وانتبهتم من نومكم فاشتغلتم بعيوب الناس وتركتم عيوبكم. اللهم يا أكرم من سُئل ويا خيرَ من أعطى وقَفْنَا ببابك فلا تردنا خائبين.. اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى.. اللهم آمين