ومن بين المشاكل الكثيرة التي يعاني منها حي " الكاليتوس" منذ سنوات عدة، نجد اهتراء الطرقات، غياب الغاز الطبيعي والماء الشروب فضلا عن انتشار السرقة واللصوص بالحي، وانعدام أدنى المرافق الترفيهية وغيرها من النقائص الأخرى التي تتربص بالحي المتميز بكثافة سكانية كبيرة. وما زاد من تذمر واستياء السكان هو تخبطهم وسط المشاكل لفترة طويلة من الزمن دون التفاتة من السلطات، التي وبالرغم من علمها بالمشاكل الكثيرة التي يتخبط فيها سكان الحي إلا أنها لم تتحرك من أجل إنهاء معاناتهم التي عانوها في ظل انعدم أدنى ضروريات الحياة الكريمة فيه. أكبر مشكل يؤرّق سكان حي " الكاليتوس" هو غياب الماء الشروب عن حنفياتهم فهي تغيب أكثر مما تحضر وهو ما جعلهم في رحلة بحث طويلة عن الصهاريج التي تخضع لمضاربة التجار الجشعين الذين يرفعون سعر قارورة الصهريج الواحد إلى 300 دينار، هذا بالنسبة للعائلات البسيطة أما العائلات المحدودة الدخل فلا تزال تستعمل الطرق البدائية في جلب المياه وذلك عن طريق أظهر الحمير ومن البئر التي كثيرا ما تكون مختلطة بالمياه العكرة وهو ما يهدّد سلامتهم وصحتهم التي تصبح على المحك. معاناة أخرى رفعها السكان وهي غياب الكهرباء وهو ما زاد من استياءهم وتذمرهم لغياب هذه المادة التي تعد من الضروريات التي تحتاجها العائلات، ناهيك عن انتشار المنحرفين في الحي الذي اتخذوه الملاذ المفضل لهم للقيام بفعلتهم الدنيئة مستخدمين بذلك الأسلحة البيضاء من أجل تهديد كل من يجدون أمامهم لاعطاءهم ما يحملونه معهم سواء هواتف نقالة، نقود وغيرها من الحاجيات الأخرى. من جهتهم عبّر شباب الحي عن استيائهم لسياسة التجاهل المنتهجة في حقهم من قبل السلطات المعنية فغياب فرص العمل بالبلدية جعلتهم يعيشون بطالة حادة وفراغا قاتلا، وحتى المرافق الترفيهية التي من شأنها رفع الغبن عنهم غائبة فلا ملاعب جوارية من شأنها إبراز مواهبهم التي تظل مكبوتة بالداخل في ظل غياب مرافق رياضية، كل هذه الظروف دفعتهم إلى اتباع طرق الانحراف كتعاطي المخدرات والسرقة التي أضحت المهنة التي يقتات منها شباب حي " الكاليتوس".. لذلك يطالب سكان الحي من السلطات الالتفات إلى جملة المشاكل التي يتخبطون فيها منذ سنوات عدة.