يفتتح في ال8 شهر جوان الجاري، بالمتحف العمومي الوطني للفنون الجميلة بالحامة بالعاصمة، معرض فني كبير، يكرم فيه الفنان الشهير بشير يلس، أحد أعمدة الرسم والفن التشكيلي عموما في البلاد من طرف خمسين فنانا من تلامذة الرجل القدامى. وستعرض أعمالهم في رواق "البرونز"، حيث من المقرر أن تمتد أطوار المعرض الممتد ل12 سبتمبر المقبل. وقد اختار المنظمون اليوم الوطني للفنان لبداية المعرض لرمزيته، كما اختير تاريخ اختتامه الذي يتزامن وعيد ميلاد يلس المائة، مما يؤكد أن التاريخين لم يكن اختيار هما جزافا ولا اعتباطا بل عن قصد ونية ودلالة. فالرجل من مواليد 1921. وجميل أن يحتفي أبناء المدرسة الوطنية للفنون الجميلة -وهو الاسم القديم للمدرسة العليا للفنون الجميلة حاليا- ويكرموا أستاذ هم ومديرهم السابق الذي قضى عشريات كاملة من السنين في خدمة الفن وأهله وطالبيه، تدريسا وإدارة، مع ما له من جلائل الأعمال والإنجازات وعديد العطاءات الإبداعية التي تخلد اسمه. وتنقلت "الجزائر الجديدة" إلى ورشة الفنان والأكاديمي عبد القادر بومالة، أحد تلامذة يلس القدامى والمنظمين المساهمين في المعرض، والكائنة بغابة الأقواس برياض الفتح، حدثنا خلالها بومالة بشغف كبير وأريحية عن المعرض التكريمي وعن فكرته التي عزاها للفنان زيرقة محمد وهو أيضا من طلبة يلس المرموقين، الذي طرح الفكرة على مديرة المتحف دليلة محمد أورفالي التي رحبت بالمبادرة، لكنها اشترطت أن تكون الأعمال المشاركة تمثيلية تتناسب وسمعة المكرم وشهرته. وقد كان من المقرر أن ينظم المعرض في الرواق الذي يحمل اسم الشخص والفنان المكرم "رواق يلس" الكائن في الطابق الثاني عند المدخل العلوي للمتحف، إلا أن هذا الرواق، لا يزال يحتضن -نظرا للطلب الملح من قبل الزوار-لمعرض"روابط واستمرارية" المفتتح في منتصف رمضان المنقضي والذي يحمل توقيع أعمال ثمانية من أساطين الخط والتنميق والتذهيب والمنمنمات، والخط العربي وحتى يكون رواق يلس عامرا بفرائد الأعمال الإبداعية ساعة افتتاح المعرض المرتقب. يتقدم أسما عدّان مصطفى وشريفي محمد أسماء قائمة من سيحضر المعرض ويشارك فيه من الجيل الأول. من بين المشاركين في المعرض عبد القادر بومالة، طاهر بوكروي، زيرقة محمد، صحراوي بو بكر، طالبي عقاشة، جاب الله سعيد، عبد ي عبد القادر، جربوعة جمال، لعبيدي محمد، عيدود عبد الرحمن.. وغيرهم. لا يزال بشير يلس رغم تقدمه في السن يحتفظ بكامل قدراته، يستقبل الأصدقاء والخلان ويتبادل معهم أطراف الحديث. ويعتبر بومالة في حديثه ان الفنان بشير يلس كان أحسن مدير للمدرسة الوطنية أو العليا للفنون الجميلة وترجح كفته لو وضعوا جميعا في كفة وهم في كفة لعلو همته وحسن إدارته، وجمعه بين التسيير وحسن التدريس، وتركيزه على الجوانب السلوكية البيداغوجية في المدرسة. يكفي أنّه هو نفسه لدى قيامه بدوراته المتكررة عبر الأقسام والورشات لا تكاد تسمع صوت وقع أقدامه و حذائه لا لشيء إلا لكونه كان يقتني أحذية خاصة لا تزعج الدارسين والمدرسين. ولدى دخوله الأقسام كان كثيرا ما يشارك الاستاذة والطلبة في عملهم بالمرسم. وهذا تلميذه زيرقة محمد -يقول بومالة- أنه خلال ثلاث سنوات الاولى للدراسة لم يتغيب ولا مرة واحدة، وصادف أنه في سنته الرابعة تغيب 3 مرات استدعاه يلس على إثرها في مكتبه ليستجلي الأمر، من طالب دؤوب ومثابر ومتميز، ليسأله ما الذي دعاه للتغيب. مما يؤكد صرامة الدراسة وقتها. يشار أنه سبق للمتحف أن كرم يلس في سبتمبر 2020 في عيد ميلاده 99 كما كرم في سنة 2009 في معرض "إرساء ذاكرة" من 24 جوان إلى 31 أوت.