تحتضن قاعة "بشير يلس" بالمتحف الوطني العمومي للفنون الجميلة، معرضا لفن الخط العربي والمنمنمات والتذهيب، بشعار "روابط واستمرارية لفن الخط العربي، المنمنمات والتذهيب"، ويشارك فيه أسماء كبيرة ذاع صيتها في الجزائر وخارجها. تبرز هذه التظاهرة الفنية الهامة التي تدوم إلى غاية 28 ماي، تطور وقيمة هذه الفنون الإسلامية في الجزائر؛ من خلال إبداعات أسماء كبيرة، واصلت، بشغف، مسيرة رواد هذا الفن أمثال الأخوين راسم وبعضهم من تلاميذ محمد راسم، حيث تُعرض أعمال ثمانية فنانين، يُعدون من أعمدة هذا الفن المميز، والمتأصل في البلاد الإسلامية، وهم محمد شريفي، وعبد القادر بومالة، وطاهر بوكروي، وعلي كربوش، ومحمد بوثليجة وكذا محمد بحري، وعبد الرزاق مزوان ورضا جمعي. ويمكن لزائر هذا المعرض الاستمتاع بالأعمال المميزة لثمانية مبدعين يتمتعون بمكانة كبيرة في فضاء الفنون الإسلامية، بالنظر إلى موهبتهم وخبرتهم وتكوينهم داخل وخارج الجزائر في بلدان رائدة في هذا الفن، على غرار إيران وتركيا ومصر. وعرفت أعمالهم التي عُرضت في الكثير من البلدان عبر العالم، نجاحا كبيرا، ونالت جوائز على المستويين الوطني والدولي. وتحدّث بعض المشاركين في المعرض بهذه المناسبة إلى وكالة الأنباء الجزائرية، عن الصعوبات التي تعترض عملهم، وفي مقدمتها عدم وجود سوق منعش لهذا الفن الراقي. ويقول الفنان عبد القادر بومالة الذي تخرّج من المدرسة العليا للفنون الجميلة في السبعينيات وكان الأول في دفعته وكُرم بالجزائر وخارجها، إن أعمال الخطاطين والفن الإسلامي بصفة عامة، لا تجد إقبالا من الخواص، ولا تُقتنى من قبل المتاحف والمؤسسات العمومية. كما تأسف بخصوص التكوين، لعدم وجود تخصص، حاليا، في مدرسة الفنون الجميلة لهذا الفن. وعن تطور هذا الفن أشار المتحدث إلى تطور الخطاطين، وهم، في الغالب، عصاميون، لكن هذا الفن يفتقر عندنا للأكاديميين باستثناء بعض القامات. وشدد في ختام حديثه، على ضرورة رعاية فن الخط العربي، وتحسين ظروف العمل، وتوفير المواد المستعمَلة. للإشارة، أشرف على انطلاق المعرض وزيرة الثقافة مليكة بن دودة، التي طافت بمختلف أرجاء المعرض الجميل، الذي يتجلى من لوحاته عبق الأصالة، ولمسات مبدعيها، وتحكّمهم في تقنيات هذا الفن العريق، الذي يتطلب الكثير من الصبر والحب. واستمعت الوزيرة، باهتمام، للشروح التي قدمها الفنانون حول عملهم، والمواد المستعملة، وأغلبها مستوردة، وتقنيات ودقة الإنجاز الفني للوحاتهم، خاصة ما تعلق بالخط العربي، الذي يتطلب، حسبهم، الكثير من الدقة. وأكدت الوزيرة في تصريحات بالمناسبة، أن "الوزارة ستعنى بهذا الفن العريق والمتفرد في العالم"، مذكرة بأن للجزائر تقاليد في هذا الفن، كما تؤكد ذلك إبداعات أسماء لامعة، مثل الفنان محمد راسم، الذي كوّن الكثير من الشباب، الذين استمروا في الإبداع والحفاظ على هذا الفن الراقي"، مبرزة، من جهة أخرى، اللمسة الجزائرية، التي تتجلى في أعمال أعمدة الخط العربي في الجزائر، المعروضة. وشددت على الحفاظ عليها، وتشجيع المواهب الشابة على صيانة هذه الخصوصية الجزائرية لتستمر، وتبرز أكثر، مشيرة إلى أهمية الاستفادة من خبرة هذه القامات؛ من خلال تنظيم ورشات لفائدة الشباب الموهوبين، والسعي للوصول إلى أسلوب جزائري جديد، يُظهر الشخصية الفنية الجزائرية.