التخطيط هو خارطة لرسم الطريق والوصول إلى ما نريد وهو نقطة البداية في أي عملية كانت، يتضمن تصنيف الأهداف وتقييمها واختيار المناسب منها وتحديد كيفية بلوغها من خلال برامج وهذه الأهداف هي بمثابة معايير لقياس الأداء والفعل. في هذا الحوار الذي أجراه مع "الجزائر الجديدة"، يشرح لنا المختص في التنمية البشرية والاخصائي الاجتماعي، فرحان بونيب، أهمية التخطيط في حياة الأشخاص لتحقيق الأهداف التي يطمحون إليها. ما هو التخطيط؟ هو وضع الانسان لهدف ما يرسم له خطوات وخارطة طريق للوصول اليه وهذه الميزة يتميز بها الإنسان وحتى الحيوان لأنها غريزة منذ الصغر، هناك حكمة تقول "ان لم تخطط لحياتك أو لأهدافك فأنت ضمن مخططات الآخرين" بمعنى ان الآخرين هم من يسيرون حياتك ويستغلونك مثلما شاؤوا. هل التخطيط يقوم على معايير معينة؟ نعم يقوم على عنصرين أساسيين التنبؤ بالمستقبل والاستعداد له كما لا بد ان يتصف بالاستمرارية وهي أولى الخطوات التي يجب اتباعها سعيا لتحقيق الغايات، علما أنه لا بد أن يكون مبنيا على ركائز واضحة وثابتة تعتمد على العقل لأنه فن في التعامل مع المستقبل . هل صفة التخطيط فطرية أم مكتسبة؟ المخططين في العالم 3 بالمائة٫ هؤلاء هم الناس المميزون في كل المجالات ويقول عليهم الغير أصحاب حظ، التخطيط فيه فطري وفيه المكتسب والفطري يكون عند الشخص بالفطرة ويكتشف ذلك فيه اما من طرف والديه أومن طرف شخص اخر واذا استطاع ومساعدته واستثمار قدراته يمكن اكتساب نصائح وتوجيهات منه اما المكتسب فلديه مراحل إما أن الأولياء يقدمون أوامر لأولادهم بصفة تحفيزية، أو بطريقة أخرى عن طريق التهديد أو الضرب. من جهة أخرى، يشترط في التخطيط عاملين القدرة الفكرية والجسدية وعامل القدرة الفكرية يأخذ الجزء الأكبر وأشير الى ان الأشخاص الذين يخططون ما بين المكتسب والفطري لديهم انماط متعارف عليها اولها النمط البصري معناه ان الانسان البصري يخطط بخياله وفكره ويرى صورة الهدف والنتيجة النهائية خيال ثانيا نمط الانسان السمعي وهو شخص يفكر بفطرته ويستطيع ان يكتسب التخطيط من حوله وهو أبو التخطيط لأنه يفكر قبل ان يندفع ثالث نمط وهو الحسي، اهدافه يقررها غيره وقاعدته في الحياة انتم قرروا وأنا أنفذ . ماهي الشروط اللازمة في التخطيط؟ لتحقيق النجاح في عملية التخطيط لابد من معرفة الإنسان لذاته، بمعنى قدراته الفكرية وانفتاحه لتقبل الأفكار ودراستها لأن صاحب الفكر المنغلق في الغالب لا ينجح في تخطيطه لأننا نعيش في بيئة اجتماعية متكاملة وليس في جبل، ايضا يجب تقبل الأفكار لأن ذلك يتضمن النقد البناء والهدام والتوجيه والاستشارة فيصبح من هنا الانسان تخطيطه مبني على مرونته ومرونة أفكاره لان المرونة تحقق الأهداف، لا بد أيضا من الواقعية وان يكون ذلك الهدف قابل للتنفيذ ومحدد بوقت لكي لا يدخل في حالة نفسية من الروتين ويتوقف، كفاءة وبساطة الهدف لكي يسهل فهمه وادراكه من قبل من ينفذه، البدائل والأولويات حيث لا بد من ترتيب الأولويات واختيار البدائل المناسبة لتنفيذ الخطة مما يعني نجاحها كما لا بد من وضوح الأهداف بحيث تكون محددة بشكل لا يقبل الاجتهاد بالإضافة الى تهيئة النتائج التي يتم توقعها . هل تتميز صفة التخطيط بخصائص؟ أكيد، الأهداف المراد تحقيقها لا بد ان تكون واضحة ومحددة بخطة وان تكون قائمة على اسس مبنية ومعطيات منطقية اكثر من العقلانية لأن العقلانية تنطبق على اشخاص ولا تنطبق على آخرين فلا بد من المزج بين العقلانية والمنطق، ايضا لابد ان تتميز الخطة بالبساطة والوضوح وعدم التعقيد وأن تكون قابلة للاستجابة للمتغيرات ما هي أهمية التخطيط في حياتنا؟ أصبح التخطيط امرا ضروريا واهميته كبيرة اذ يوفر الراحة النفسية ويقلل من الارهاق لأن الشخص يكون على معرفة بأهدافه وبما يتوجب عليه فعله، يجعل من الشخص شخصا قادرا ومستعدا لمواجهة العقبات التي تواجهه وتزيد قابليته للتأقلم مع الظروف مهما كانت كما أن التخطيط يكسب الإنسان خبرة ومعارف جديدة ويسمح بتحديد الأهداف فبرمجة الأنشطة بشكل يومي او أسبوعي يجعل الشخص قادرا على تقييم أداءه تجاه الأهداف التي تم وضعها وبالنسبة الى مجال الاعمال فهو يساعد على متابعة مسار العمل وتحديد الأمور التي تحتاج الى التعديل والتحسين مستقبلا والقدرة على مواجهة العقبات والمخاطر التي قد تواجه سير خطة العمل٫ باختصار يشمل التخطيط على وضع توقعات مستقبلية وتصورات للنتائج المراد تحقيقها اضافة الى تحديد الخطوات اللازمة للوصول الى الأهداف والنجاح في العمل. كلمة الأخيرة؟ كل ما هو ممكن لغيري هو ممكن لي، المهم ان اعرف قدراتي واهدافي والأثر الذي يعود علي وعلى ما يحيط بي بالإيجاب دوما، الشكر والعرفان لموقع الجزائر الجديدة وللصحفية أمينة صاحبة التخطيط السلس والمرن للوصول الى أهداف ذات أثر ايجابي وتجربة ناجحة لمن يريد ان يواصل معها الطريق.