أكد الأستاذ المُساعد في علم الأوبئة بمستشفى الهادي فليسي، محمد زروال، أن الجزائر اليوم في قلب الموجة الثالثة التي تم تجاوزها في دُول أوروبية وأمريكية وغيرها ما سمح بعودة الحياة العادية. وقال المتحدث، اليوم السبت، في تصريح لإذاعة سطيف الجهوية، إن القلق بشأن الوضعية الوبائية يتجلى في شغل نسبة كبيرة من الأسرة والمشكل في مصالح الإنعاش المتشبعة كما هو الحال بالعاصمة وهو ما يزيد من المشكل. وذكر الأستاذ المساعد في علم الاوبئة بمستشفى الهادي فليسي، أن المنظمة العالمية للصحة تؤكد أن إفريقيا تعيش الموجة الثالثة لأن عدد الإصابات أكثر من تلك المسجلة في بقية العالم. يضاف إلى ذلك نقص تدابير الوقاية يعود بسبب طول مدة الفيروس والارهاق اللذين افرزا نوعا من الشك ويجب علينا الوعي بأهميتها لتفادي تفشي الوباء خاصة لدى الفئات الهشة من المسنين وذوي الأمراض المزمنة ويبقى التحسيس والردع ضروريين لفرض احترام الجميع لهذه التدابير. وأشار المتحدث إلى أن الجزائر سجلت في الآونة الأخيرة ارتفاعًا في عدد الإصابات بكورونا، قائلا غنها لا تنزل تحت عتبة 300 حالة يوميًا حتى أنه أكد أن هذه الأرقام لا تعكسُ الحقيقة بالمستشفيات التي تصلها فقط الحالات التي تظهر عليها الأعراض وتحتاج إلى الأوكسجين. وأوضح الدكتور زروال في تصريح لإذاعة سطيف الجهوية، إن الحالة الوبائية مقلقة لأن الأغلبية من المصابين ليس لديهم أعراضا و20 بالمائة من المرضى فقط تظهر عليهم أعراض الفيروس، وبقية المصابين بكورونا والحاملين للفيروس يتجولون بحرية وهو ما يشكل خطرا كبيرا. وبخصوص المناعة الجماعية، أوضح الدكتور زروال أن اكتساب المناعة الجماعية يطرحُ العديد من التساؤلات، لأن العلم لم يفصل في الأمر نهائيا ونحتاج ربما إلى شهور لمعرفة كيفية تعاطي الفيروس مع الجسم من حيث إنتاج الأجسام المضادة، كما أن الحماية الصحية السليمة ليست في الأجسام المضادة ولكن من خلال ما يعرف بالذاكرة المناعية المسؤولة عنها خلايا أخرى لا يمكن إجراء تحاليل عليها، ثم أن العلم يثبت كلما تعرضنا للفيروس كلما زادت الذاكرة المناعية التي تقي من الفيروس رغم أن الذاكرة المناعية لا يمكن القيام بتحاليل عليها مثل الأجسام المضادة. وكذلك لحد الساعة لم يتم التعرف على تصرفات فيروس كورونا مقارنة بباقي الفيروسات ولا يوجد تناقض في أراء المختصين بشأن المناعة الجماعية. ودعا الدكتور زروال إلى تسريع وتيرة التلقيح الذي من المفروض أن يطالب به المواطن بقناعة لكونه الحل الوحيد لوقف الفيروس. كما أن الفضاءات المفتوحة للتلقيح يجب تحويلها إلى أماكن لجلب المواطنين للتلقيح لتفادي الوباء وليس من أجل دفتر التلقيح أو غيره كالحاجة إليه للسفر ولابد من إشهار مكثف ومقنع بأهمية العملية من أجل الصحة العمومية.