تعيش تُونس وضعًا صحيًا صعبًا، بحيث قررت السُلطات التُونسية توسيع رقعة الحجر الصحفي في المناطق الأكثر تضررًا من تفشي الفيروس القاتل. وتزامنت هذه التطورات مع الإعلان عن إصابة رئيس الحُكومة هيشام المشيشي بالفيروس، في حين يتسارع انتشار الهندية "دلتا" شديدة العدوى حول العالم، مما استدعى فرض تشديد القيود بعدة دول. ففي مؤتمر صحفي للجنة الوطنية لمكافحة كورونا بالعاصمة التونسية أمس الجمعة، أعلنت المتحدثة باسم الحكومة حسناء بن سليمان تفويض المحافظين إقرار الحجر الصحي الشامل في المناطق التي تفوق فيها نسبة الإصابات الجديدة بالفيروس خلال ال14 يوما الأخيرة 400 حالة لكل 100 ألف ساكن. وانطلاقًا من اليوم قررت السلطات التونسية فرض حظر للتجوال في المناطق الأكثر تضررًا انطلاقًا من الساعة الثامنة مساء حتى الخامس صباحًا كما ستقيد فيها حركة التنقل. أما المناطق التي تتراوح فيها حالات العدوى بين 200 و300 إصابة جديدة لكل 100 ألف ساكن فسيفرض فيها الحجر الصحي الموجه. وأكدت المتحدثة باسم الحكومة التونسية مواصلة تطبيق الإجراءات المعتمدة لمحاربة جائحة كورونا على كامل البلاد، كمنع التجوال من الساعة العاشرة مساء حتى الخامسة صباحا، وتطبيق جميع التدابير الوقائية. وكان قد تم الأحد الماضي فرض الحجر الصحي الشامل في محافظاتالقيروان (وسط)، وسليانة وباجة (شمال غرب)، وزغوان (جنوب العاصمة)، كما بدأ إعلان إجراءات مماثلة في مدن بمحافظات أخرى تشهد تسارعا في أعداد الإصابات بالفيروس. وتأتي الإجراءات التي تم الإعلان عنها اليوم في وقت وصفت فيه المتحدثة باسم وزارة الصحة نصاف بن علية الوضع الوبائي في البلاد بالخطير جدا، حيث تؤكد السلطات أن وحدات الرعاية المركزة في المستشفيات مشغولة بالكامل تقريبا. وأعلنت وزارة الصحة التونسية رصد 6 حالات عدوى بالسلالة الهنديّة المتحورة لفيروس كورونا المستجد، والمعروفة عالميا باسم "دلتا"، ويأتي ذلك وسط تحذيرات من اندلاع موجة رابعة من انتشار الفيروس، تصفها الجهات الصحية بالخطيرة. وأكدت الوزارة أن تونس حاليا بها السلالة الأصلية لكورونا والبريطانية (42%)، إضافة إلى حالات متفرقة من جنوب أفريقيا وأخرى برازيلية (حالة وحيدة). وقبل أسبوع، أعادت تونس فرض عدد من القيود إثر تفشي فيروس كورونا، أبرزها إعلان الحجر الصحي الشامل وإغلاق الولايات وإنشاء مراكز عزل في المحافظات التي شهدت ارتفاعا في أعداد الإصابات.