لن يمر الهجوم الجبان الذي نفذه المخزن المغربي مرور الكرام، بعدما أكدت رئاسة الجمهورية ان هذا الفعل الشنيع لن يمر دون عقاب، فكيف سترد الجزائر على غدر المخزن واعتداءه الجديد؟. يرى عدد من المحللين الأمنيين والسياسيين، ان الجزائر بحنكتها وخبرتها لن تسقط في فخ العنف والمواجهة العسكرية مثلما يريد المخزن المغربي واللوبي الصهيوفرنسي جرها نحوه، حيث تعمل الجزائر دبلوماسيا من اجل فضح وعزل النظام المخزني، لانه اعتدى على مدنيين في منطقة عازمة في محاولة استفزازية. في هذا الصدد قال المحلل الأمني العقيد السابق في الجيش عمر بن جانة ل "الجزائر الجديدة" إن اعتداء نظام المخزن الذي تسبب في اغتيال ثلاثة جزائريين بالسافر ،يصنف ضمن الخانة المتقدمة من الاعتداءات و الانزلاقات الخطيرة ، ولا يجب السكوت عنه . واعتبر الخبير الأمني ان :" العملية التي قام بها المخزن تعد حربية ولا تملك تفسيرا آخر لا دبلوماسي ولا أخلاقي " لكن بخصوص الرد الجزائر يرى بن جانة أنه "سيكون حاسما وحازما بعيدا عن التهور والارتجالية وسيدفع الطرف المغربي ثمن اعتداءاته المتكررة لانه لم يحترم لا المواثيق الدولية ولا حسن الجوار". ومن جانبه اعتبر المحلل السياسي والأستاذ الجامعي إدريس عطية أن الاعتداء يعد سابقة خطيرة وغير مقبولا بتاتا وينم عن الأزمة الداخلية التي تعيشها المغرب جراء تراكم الضغوطات . و أوضح عطية أن ما حدث يجب ان يقدم المغرب تفسيرا حوله ، كما اننا نراه اعتداء يدخل في دائرة التحرشات المغربية على الجزائر ، والذي بدا ظاهرا للعيان خصوصا بعد التطبيع الذي أعلنته المغرب مع الكيان الصهويني . ولم يخف الأستاذ الجامعي أن الكيان الصهيوني وفرنسا ربما يدفعان نحو التصعيد في العلاقات بين الجزائر والمغرب النتأزمة أصلا بشكل كبير، لكن الجزائر ومن مبدأ التعقل تنتظر تفسيرا من المغرب ، مع التأكيد أن ذلك لن تسكت عنه. ويؤكد المحلل السياسي أن الحديث عن مواجهة عسكرية بين البلدين سابق لأوانه، لأن الجزائر تدرك جيدا حجم المؤامرة التي تتعرض لها من طرف قوى الشر التي تسعى بشتى الطرق لجر المنطقة الى شلال دم. ومن المرتقب ان تتحرك الدبلوماسية الجزائرية في أكثر من صعيد، من اجل إدانة النظام المخزني، بعدما تمادى في استفزازاته وتجاوزه الخطوط الحمراء.