يدرس الاجتماع الرسمي لمنظمة "أوبك"، بداية ديسمبر المقبل، عدة سيناريوهات وخيارات للإبقاء على وتيرة الإنتاج الحالية للنفط أو الرفع من الإنتاج مع إعادة توزيع الحصص، وسيعقد هذا الاجتماع في وقت يسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن لخفض الأسعار بما في ذلك السحب من الاحتياطي الاستراتيجي. ويرى الخبير الاقتصادي أحمد سواهلية، ان سيناريو الإبقاء على مستوى الإنتاج الحالي مستبعد في ظل المبادرة الأمريكية التي أعلنت الرامية إلى إطلاق ملايين البراميل من الاحتياطات الاستراتيجية بالتنسيق مع الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان وبريطانيا لمحاولة تهدئة الارتفاع في أسعار النفط وهو ما كشفته وزير الطاقة الأمريكية أمس الأول إذ قال أمس أن كبار المنتجين العالميين تجاهلوا مرارا الدعوات المقترحة إلى ضخ المزيد من الإمدادات. وحظيت مبادرة بايدن من اليابان إذ أعلن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، أن حكومته ستسحب من احتياطات النفط استجابة للطلب الأمريكي بطريقة لا تنتهك القانون الياباني الذي لا يسمح ببيع المخزونات إلا في وجود مخاطر تعطل الامدادات، وقال كيشيدا في تصريح للصحفيين: "نعمل مع الولاياتالمتحدة لتحقيق الاستقرار في سوق النفط العالمية وقررنا الانضمام إليها في بيع جزء من احتياطانا النفطية بطريقة لا تتعارض مع قانون احتياطي النفط الياباني الحالي". وارتفعت أسعار النفط، أمس، إلى أعلى في أسبوع بعد أن جاء تحرك الولاياتالمتحدة ودول مستهلكة أخرى لسحب عشرات الملايين من براميل الخام من احتياطيات الطوارئ لمحاولة تهدئة السوق أقل من بعض التوقعات. وقال الخبير الاقتصادي أحمد سواهلية ل "الجزائر الجديدة" إنه وبالرغم من أن منظمة الدول المصدرة للبترول هي منظمة قوية ومتكتلة ومتناسقة غير أن أمريكا مسيطرة على مواقف بعض الدول المنخرطة فيها، لذلك فمن غير المستبعد ان تتجاوب المنظمة مع طلب بايدن الذي أمر باستخدام 50 مليون برميل من المخزون ودخل في مفاوضات مع دول أخرى مستهلك للطاقة بينها الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة، وهي الخطوة التي اعتبرها مراقبون دوليون على أنها رسالة واشحة لإبلاغ أوبك أكبر الدول المنتجة للنفط على أنها ليست اللاعب الوحيد في سوق النفط. وأوضح أحمد سواهلية أن أوبك تخشي تغيير سياستها الحالية خوفا من انخفاض الأسعار خاصة وأن ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في القارة العجوز بات يهدد وبشكل واضح الإنعاش الاقتصادي. وأكد الخبير الاقتصادي أن الاجتماع المرتقب عقده الأسبوع المقبل لن يكون بالسهل خاصة بالنظر على تنامي الخلافات داخل المنظمة وسط الجدل الدائر بين الدول الأعضاء على الحاجة إلى دعم سعر عادل للنفط وتعزيز الإيرادات. داخل المنظمة وسط الجدل الدائر بين الدول الأعضاء على الحاجة إلى دعم سعر عادل للنفط وتعزيز الإيرادات تحت وطأة تراجع أسعار الخام، فبعض الدول كالمملكة العربية السعودية والإمارات وقطر والكويت جنحت مؤخرًا صوب الدفاع عن الحصص السوقية، فسياسة المحاور التي باتت تشهدها المنظمة في السنوات الأخيرة كفيلة بإحداث انقسامات عميقة في المنظمة. وتوقع الخبير الاقتصادي رفع مستوى الإنتاج إلى حدود مليوني برميل يوميا، على أن ترتفع حصة الجزائر إلى مليون برميل و200 برميل يوميًا.