أثنى الإعلامي والسياسي الفلسطيني عبد الباري عطوان على الدور الذي تقوم به الجزائر على صعيد جمع شتات الصف الفلسطيني والعمل من أجل توحيده وتوجيه جهوده من أجل مواجهة الكيان الصهيوني الغاصب. وكتب عطوان مقالا في الجريدة التي يرأس تحريرها "الإرث الجزائري في التّعاطي مع القضيّة الفلسطينيّة ضخم ومُشرّف، ويعود إلى اليوم الأوّل من انتِصار الثورة الجزائرية، وتحرير البِلاد من الاستِعمار الفرنسي، وإذا كان هذا التّواصل قد انقطع لظُروفٍ طارئة، فإنّ إحياءه ليس بالأمر الصّعب، بسبب هذا التّوافق الإجماعي بين الشّعب والقِيادة على أرضيّة دعم فِلسطين وشعبها، وحتميّة الوقوف في خندقها". وأضاف: "يُحسَب للجزائر، وعلى مرّ العُقود، أنها لم تتدخّل مُطلقًا في الشّأن الدّاخلي الفِلسطيني، ولم تنحاز لطَرفٍ ضدّ آخَر، وكانت أبوابها مفتوحة دائمًا للجميع، بغضّ النّظر عن أيديولوجيّاتهم الفكريّة والتنظيميّة السياسيّة، يمينيّةً كانت أو يسارية، ولعلّ دعوة مُعظم الفصائل الفاعلة على السّاحة ابتداءً من فتح العلمانيّة، ومُرورًا بحركة حماس الإسلاميّة وشقيقتها الجِهاد الإسلامي، وانتهاءً بالجبهة الشعبيّة اليساريّة الدّليل الأبرز على ما نقول". ووفق الكاتب المعروف فإن "الجزائر كانت البيت الفِلسطيني المفتوح دائمًا، أقولها كعُضو مُستقل في المجلس الوطني الفلسطيني (برلمان المنفى)، ومن واقع تجربة شخصيّة ميدانيّة، فعندما ضاقت العواصم العربيّة على استِضافة جلسات هذا المجلس السنويّة، كانت الجزائر، شعبًا وحُكومة حاضنةً جاهزة، مرحبَة، ولم تتدخّل مُطلقًا في المُناقشات أو البيان الخِتامي، أو حتى في الخِلافات التقليديّة التي تنشأ بين الفصائل وما أكثرها في حينها". ويعتقد عبد الباري عطوان أن "هذه العودة الجزائريّة لاحتِضان القضيّة الفلسطينيّة وثُوارها، وشعبها جاءت في الوقت المُناسب، في مُحاولةٍ لإنقاذها والأمّة العربيّة من حالِ الهوان والمُذلّة التي تعيشها وتتمثّل في تسابق بعض الحُكومات العربيّة إلى التّطبيع مع دولة الاحتِلال، والتّنسيق الأمني والعسكري معها، طلبًا للحِماية، وهذا وَهمٌ كبير، فالذي لم يستطع حِماية نفسه من صواريخ المُقاومة، كيف يستطيع حِماية الآخَرين". يشار إلى أن الجزائر استقبلت مختلف الفصائل الفلسطينية تحسبا للمؤتمر الجامع الذي دعا إليه الرئيس عبد المجيد تبون، خلال زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن إلى الجزائر في وقت سابق.