صدر حديثا عن دار الفكر كتاب للمؤلف محمد عادل شريح بعنوان إشكالية الهوية في الفكر الإسلامي الحديث و جاء في مقدمة المؤلفيبقى سؤال الهوية يحتل مكان الصدارة في الثقافة العربية الإسلامية بل أصبح ذا حساسية خاصة، نتيجة الأوضاع التاريخية والحضارية والمتغيرات الدولية التي تعيشها المنطقة والعالم، لهذه الاوضاع ارتباطات مهمة ووثيقة مع إشكالية الهوية التي لم تكن تُطرح قبل عقود قليلة، فموضوعها حديث في الفكر العربي الإسلامي المعاصر. لهذا صار السؤال مركزياً وأساسياً حول الهوية، في محاولةٍ لفهم الذات والآخر. إن سؤال الهوية في الثقافة الإسلامية المعاصرة ليس سؤالاً عارضاً ولا هامشياً، بل هو يحتل مركز الدائرة في الفعل الثقافي، ومنه تتفرع الإشكاليات والأسئلة النظرية الأخرى كافة، فعلى مدار ما يقرب من قرنين من الزمان كان سؤال الهوية والموقف منه هو المقرر لمصير التيارات الفكرية والمشاريع الحضارية التي طرحت في الساحة العربية والإسلامية، ومن ثمَّ فإن تجاهله أو محاولات تغييبه كانت وراء خيبات الأمل الكثيرة والعديدة التي عاشها الواقع العربي. لقد عمدنا في هذه الدراسة إلى تقديم تعريف نظري لمفهوم الهوية، وما يتعلق به من مفاهيم نظرية أخرى؛ كالرؤية الحضارية والدعوات التغريبية وخطاب الهوية الخالصة وغيرها من متعلقات البحث النظرية، في سياق الفصل الأول الذي أسميناه "في سؤال الهوية ومتعلقاته النظرية". أما الفصل الثاني فسوف نطل من خلاله على السياق التاريخي لنشأة هذا السؤال في الفكر الإسلامي الحديث، وتطوره عبر مراحل الفكر العربي وتياراته خلال القرنين الأخيرين، ولقد أسمينا هذا الفصل: "سؤال الهوية بين قرنين". أما الفصل الثالث فإننا نتعرض فيه لسؤال الهوية في ظل العولمة، وما يمليه هذا الواقع من تحديات وما يقدمه من فرص، وقد أسميناه: "الهوية الحضارية الإسلامية بين العالمية والعولمة". ونود الإشارة إلى أننا سعينا إلى تقديم رؤية إسلامية لموضوع الهوية؛ بمعنى أننا ننطلق من المحددات العامة للثقافة الإسلامية التي تشكل بالنسبة إلينا هوية فكرية، في حين أننا نوظف منهجيات معرفية مختلفة لتقديم الموضوع من جوانبه المتعددة، وبشكل خاص سعينا إلى تقديم الموضوع من خلال رؤية حضارية تشكل، باعتقادنا، السياق الأمثل والأشمل لمعالجة هذا الموضوع. إشكالية الهوية في الفكر الإسلامي الحديث: المؤلف: الدكتور محمد عادل شريح