كشفت، مديرة قصر رياس البحر، فايزة رياش، أنّ تمثال البحار الإيطالي علي بتشين، في طريقه إلى الجزائر العاصمة، بعد إزاحة الستار عنه قبل يومين بمدينة تسوكان مسقط رأس بتشين، بحضور سفير الجزائر عبد الكريم طواهرية. وقالت رياش على حسابها بالفايسبوك: "بعد 377 عاما على وفاته، ولأنه إيطالي المولد والأصول، ولأنه عشق ركوب البحر وعبابه، ولأنه أحب الجزائر وساكنيها، ودافع عنها بكل بسالة، وعاش فيها أميرا متوجا، "الرايس علي بتشين" في طريقه من مسقط رأسه (بتوسكان) عبر موانئ إيطاليا نحو الجزائر العاصمة، إلى قصر رياس البحر." وأضافت الباحثة رياش: " في مسار الملاحة المتوسطي الذي تعرف أمواجه سيرة هذا القائد جيدا، إلى الميناء الذي رست فيه سفن كان هو قائدها، إلى المدينة التي أحبه فيها الناس، وتزوج فيها (لالاهم) رفيقة دربه ورحلته. ومات عاشقا للمحروسة.. فحزنت عليه حزن الأم على ولده، أهلا بعودة "أمِيرِ المدِينةِ" إلى مقره ومُستقره قصر رياس البحر". وقبل يومين، تم تكريم الفائزة بالمسابقة وصاحبة التصميم الخاص بتمثال "الرايس علي بتشين" الذي تم تبنيه الطالبة "جوليا فاتيروني" بحضور سفير الجزائر في إيطاليا عبد الكريم طواهرية. وتعود قصة التمثال إلى مدرسة "فيليس" الثانوية الفنية بالما، التي ابتكرت بفضل مساهمة مؤسسة (أونلس) للرخام، تمثالًا رخاميًا سيتم إهداؤه إلى مدينة الجزائر ليتم وضعه في قصر رياس البحر نفس المكان الذي نشأ فيه علي بتشين" غير بعيد عن المسجد الذي بناه، ليتم الكشف بعدها عن العمل في الأيام الأخيرة في معمل "موستي آرت سكبلشر للفنون" في ماسا، بحضور عبد الكريم طواهرية سفير الجزائر في إيطاليا، ونسيمة حسين القنصل العام للجزائر في ميلانو "برناردا فرانشي" رئيس مؤسسة أونلس للرخام، إضافة إلى والكاتب ريكاردو نيكولاي مؤلف كتاب علي بتشين وصاحب فكرة المشروع وطلبة مدرسة بالما الثانوية. وفق الباحثة. يذكر أن مؤسسة "أونلس" تحملت تكاليف تنفيذ مسار المهارات والتوجيه المستعرض (PCTO) مع توفير العتاد لإنشاء التمثال. في العام الماضي، رسم طلاب من عنوان الفنون التصويرية للمدرسة الثانوية حوالي45 رسمًا تخطيطيًا من الطين والبلاستيك، مستوحى من قراءة رواية "علي بيتشينين "لريكاردو نيكولاي، ومن مسرحية تحمل الإسم نفسه، وكذلك من نزهات أدبية الخبرافي الأماكن التي ولدت فيها علي "ميرتيتو ، بورجو ديل بونتي، ماسا". عرضت الرسومات في الصيف الماضي في "قصر دوكال" في ماسا، واختارت لجنة تحكيم الفائز وكانت الطالبة جوليا فاتيروني لتجسيد وتصميم التمثال الرخامي، الذي يبلغ ارتفاعه ثلاثة أمتار، كما عمل عليه فنيون في مختبر "أليساندرو موستي". من هو علي بتشين؟ علي بتشين قائد وبحار إيطالي اسمه بتشينيو، اعتنق الإسلام على يد رفيقه القائد فتح الله بن خوجة بن بيري سنة 1599 بحسب ما ورد في مراجع تاريخية. وذكرت المراجع أنّ القائد بن خوجة غّير اسم هذا الشاب من ألبير بوتشيني إلى علي بتشين، وتحت قيادته تعلم ونضج الشاب في قصر الرياس ليصبح قبطان سفينة. ومع مرور الزمن أصبح أدميرالا ما بين سنتي 1630 و1645، فكان يجوب البحار ويخوض المغامرات والمعارك في البحر المتوسط والبحار الأخرى حتّى أنّه وصل أيرلندا رفقة قرصانه وحقق انتصارات هناك. ووفق رواية "حب علي بتشين للأميرة لالاهم"، التي تحولت إلى مسرحية، إلى وقوع الرايس علي في حب الأميرة الأمازيغية "لالاهم"، ابنة سلطان مملكة كوكو بمنطقة القبائل.