يأمل الفلسطينيون ان تخصص قمة منظمة التعاون الإسلامي التي تعقد اليوم وغدا في المملكة العربية السعودية جانبا من اجتماعاتها لبحث تقديم الدعم للفلسطينيين وتحديدا لمدينة القدس. وقالت حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس المشارك في القمة "رسالة شعبنا العاجلة للقمة الاسلامية هي انقاذ المسجد الاقصى المبارك من المخاطر المباشرة المحدقة باولى القبلتين وثالث الحرمين الشريف." واضافت في بيان صادر عنها الثلاثاء "فالاقصى لم يكن مستهدفا بهذا الشكل الخطير كما هو اليوم في ظل المخططات الاسرائيلية الداعية لتقسيم الاقصى بين اليهود والمسلمين وتحويل بحاته الى حدائق عامة ما سيجعله موقعا تاريخيا للزيارة وليس مسجدا مقدسا للعبادة والتقرب الى الله عز وجل." ويأتي اجتماع منظمة التعاون الاسلامي التي تضم في عضويتها 56 دولة اضافة الى السلطة الفلسطينية بناء على دعوة من الملك عبد الله بن العزيز عاهل السعودية في وقت سابق من هذا الشهر. وبدأ وزراء خارجية الدول الاسلامية اجتماعاتهم امس الاثنين ومن ابرز المقترحات الصادرة عن الاجتماع تعليق عضوية سوريا في المنظمة الاسلامية. وقالت مصادر فلسطينية ان الرئيس محمود عباس يحمل خطة مفصلة للحصول على دعم مادي من الدول الاسلامية من اجل القدس وسكانها. وسبق للدول العربية ان قررت خلال قمة سرت 2010 تخصصيص مبلغ 500 مليون دولار لدعم القدس ويشكو الفلسطينيون من عدم وصول هذا الدعم حتى الان. وكتبت صحيفة القدس واسعة الانتشار في افتتاحية عددها الصادر الثلاثاء "ايها المؤتمرون في هذه المدينةالمكرمة (مكة) لقد مللنا التصريحات والبيانات لم تعد تثير فينا سوى السخرية الممزوجة بالمرارة والالم المختلط بخيبة الامل." واضافت " فهل تكونون هذه المرة عند مستوى التحديات ام سوف تشغلكم قضايا ثانوية اخرى في العالم الاسلامي الواسع الممتلىء بالقضايا والمشاكل." واستعرضت صحيفة القدس في افتتاحيتها ما تتعرض له مدينة القدس من "موجة مدمرة وساحقة من التهويد وتغيير الطابع السكاني والجغرافي بوتيرة متسارعة ومنهجية واضحة سواء بالاستيطان وتغيير طابع ما يحيط بالرحم القدس من فوق الارض او الحفريات من تحته بما يهدد حتى بنائه وبقائه." واقامت اسرائيل جدارا حول القدس وجعلت الدخول الى المدينة يتم عبر بوابات حديدية ضخمة بعد الحصول على تصاريح منها. وسمحت اسرائيل للفلسطينيين من سكان الضفة الغربية ممن هم فوق الاربعين عاما من الرجال ولكل الاعمار من النساء بالوصول الى المسجد الاقصى أيام الجمعة دون الحاجة للحصول على تصاريح كاجراء استثنائي خلال شهر رمضان المبارك. واعلنت اسرائيل اليوم عن سماحها للفلسطينيين بالوصول الى المسجد الاقصى لاحياء ليلة القدر ضمن الاجراءت المتبعة في أيام الجمعة. وبدأ الفلسطينيون ظهر اليوم بالتوافد على مدينة القدس لاحياء ليلة القدر ويتوقع مسؤولون ان يصل العدد الى مئات الالاف. واختتمت صحيفة القدس حديثها بالقول "هذه صرخة من قلب القدس وهذا نداء من مسرى النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم فهل تسمعون." ويريد الفلسطينيون ان تكون القدسالشرقية التى ضمتها اسرائيل اليها في خطوة لم تلق اعترافا دوليا عاصمة لدولتهم القادمة. وحذرت الحكومة الفلسطينية في ختام جلسة برئاسة رئيس الوزراء سلام فياض "من مواصلة حملة التحريض المتعمدة من قبل قيادات اسرائيلية متعددة ضد المسجد الاقصى والمصلين فيه قد تؤدي الى وقوع كارثة." ودعت الحكومة الى "ضرروة وجود ضغط دولي وعربي فاعل من اجل وقف الانتهاكات الاسرائيلية بحق الاقصى والمدينة المقدسة." وطالبت الحكومة في بيانها القمة الاسلامية "باتخاذ القرارات الفاعلة من اجل التصدي لهذه الاجراءات والممارسات الخطيرة ودعم صمود شعبنا وتمكينه من حمايتها."