لم تعد للشبكات الاجتماعية الهائلة والتي تطرح خدماتها يوميا على الشبكة العنكبوتية وسيلة للتواصل و الاتصال و اكتساب المعرفة و توسيع العلاقات و تطوير المعلومات و المعارف فحسب ، بل تحوّلت إلى قنوات للعبث و تمضية الوقت ، لتصبح وسيلة للتلصص و التجسس على الآخرين . الفايسبوك ، التويتر و اليوتيوب أشهر مواقع الدردشة و التواصل التي تتيح لمستعملها المحادثة المباشرة مع أعداد كبيرة من الأصدقاء و في آن واحد ، لتوسيع المعارف و الصداقات من مختلف أرجاء العالم ، غير أن الكثيرين يضعون حسابات فايسبوكية بأسماء مستعارة خشية من المشاكل التي تلحقهم جرّاء الكشف عن هويّاتهم الحقيقية ، في حين أن الكثير من مستعملي الفايسبوك و مختلف شبكات التواصل يتعمّدون استعمال هويات مزيفة ، حتى يتمكنوا من العبث بالآخرين و تمضية الوقت معهم ، بعيدا عن معارفهم و أصدقائهم الحقيقيين، فكثيرا ما استعملت صورا و أسماء خيالية في الفايسبوك للإيقاع بأحد الأصدقاء ، أو حتى أحد أفراد العائلة. أولياء يراقبون سلوك أبنائهم من خلال التجسس عليهم في الفايسبوك اهتدى الكثير من الآباء إلى طريقة أخرى لمراقبة سلوكيات أبنائهم من خلال التجسس عليهم و معرفة أصدقائهم و مختلف ما يعرضونه على شبكات التواصل ، و الوصول إلى اكتشاف حقائق عنهم عجزوا عن مصارحتهم بها و الوصول إليها مباشرة ، حيث قامت سيدة و هي أستاذة بثانوية بمراقبة ابنتها حيث صرحت أن ابنتها كانت أقرب لها من صديقة ، غير أنها مؤخرا أحسست أنها باتت بعيدة نوعا ما عنها ، حيث اتّخذت من شبكة الانترنيت رفيقها الدائم سيما موقع الفايسبوك ، فصارت لا تكاد تخرج من غرفتها ، إلا أن فضولي –تقول- قادني لمعرفة بعض أسرارها من خلال استعمالي لتاريخ ميلادها و فتح صفحتها ، ما جعلني أكتشف عنها الكثير من الأمور السيئة ، الأمر الذي جعلني أقطع خط الانترنيت نهائيا من البيت ، في حين أن كثير من الشباب متفطنون لاستعمال كلمات مرور معقدة ، حتى لا يتم فكها و اختراق صفحاتهم الشخصية ، حيث يقول "بلال" لي حسابين في الفايسبوك واحد وضعت عليه إسمي و صورتي الحقيقية ، أما الثاني أستعمله فقط مع بعض من أصدقائي، كما أستعمله أحيانا في التلصص على بعض أصدقائي أو أفراد من عائلتي". علاقات غرامية افتراضية تفضح خيانة الأزواج و زوجات تكشفن هذه العلاقات من مواقع التواصل عادة كلمة المرور التي تستعمل في فتح الحساب الفايسبوكي تكون شخصية و خاصة بمستعملها عن غيره ،إلا أن الكثيرين يتوقعون أن تكون كلمة مرورك هي رقم هاتفك أو تاريخ ميلادك أو حتى اسمك و لقبك ، ما يجعل الكثيرين يحاولون بهذه الاحتمالات دخول حسابك الفيسبوكي و التجسس عليك ، بدافع الفضول أو لغايات و أغراض كثيرة ، و في السياق نذكر قصة "سميرة" و هي ضحية وقعت في يد خطيبها الذي تلصص عليها باستعمال تاريخ ميلادها ، و تمكن من اختراق حسابها ليدخل في محادثات مع أصدقائها و يكتشف علاقتها الحميمية مع أحدهم ، ليقرر فسخ خطوبته منها مقدما الدليل الذي سجل من خلاله محادثات حارة بينها و بين حبيبها الفايسبوكي،غير أن أشخاص آخرين يتمكنون بطريقتهم من الحصول على كلمات السر بتقنيات تخصهم تجعلهم يفتحون أي حساب فيسبوكي، أما الزوجات فيدفعون غاليا ليكشفن خيانة أزواجهم، ما حدث مع "عبد الله " الذي تمكنت زوجته من معرفة كلمة مروره في الفايسبوك ، و قامت بالتحاور مع فتيات كثيرات كن عشيقاته و أوهمهن بأنه عازب ، سيما أنه يضع على بروفيله صورة له و هو شاب ، ليفاجأ "عبد الله" من تصرف زوجته ، و الذي وعدها بأن تكون آخر مرة يعبث فيها مع الفتيات ، غير أنه فتح حسابا جديدا و بكلمة مرور مستبعدة التوقع ، كما عثرت زوجته على فيديوهات إباحية على صفحته ما جعلها تفقد ثقتها به بعد أن وجدت الدليل الذي يثبت خيانته لها.وقد طرح مؤخرا على "تويتر" ظاهرة تلصص النساء على هواتف أزواجهن وبريدهم الشخصي على الانترنت، من خلال موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" باسم "تجسس النساء".وأرجع البعض تنامي هذه الظاهرة إلى انعدام الثقة بين الطرفين، وعدم وجود مصارحة أو مكاشفة عن علاقتهم في العالم الافتراضي . بينما أيدت متدخلة باسم عائشة تجسس النساء على أزواجهم قائلة "إذا بدر منه تصرف يدعو إلى الشك فلابد من التجسس، وذلك لتجميع الأدلة ؟".وكتب آخر"لا أجزم أن كل النساء يتجسسن ، وإن فعلت ذلك الزوجة فتوقعي أنه من غيرتها الشديدة على زوجها ورغبتها بامتلاكه". قرصنة الصفحات تضع البعض في مواقف حرجة قد تصلك بعض الفيديوهات أو الصور على صفحتك في الفايسبوك ، فبمجرد الضغط عليها تتحول إلى كامل الأصدقاء المشتركين معك رغم أنك لم تضفها ، فكثيرا ما تصل تعليقات من زملاء عن فيديو أو صورة نشرت على صفحتك بدون علمك ، و سببت لك الكثير من الإحراج مع أصدقائك أو أفراد عائلتك المشتركين معك ، و في هذا الإطار تقول "ليلى" وصلتني تعليقات من زملاء يلومونني على فيديو معروض على صفحتي غير أني تعجبت لذلك ، لأتنبه أن فيديو إباحي معروض على صفحتي ، ما جعلني أضع تعليقا أنفي أي علاقة لي بتلك المشاهد ، و في هذا السياق يحدثنا "مراد، دربال" و هو مدير موقع الخضرة عن الاختراقات التي تطرأ على صفحات مشتركي الفايسبوك و يقول " يتعرض الفيسبوك لآلاف محاولات الاختراق بشكل يومي ، والهدف من تلك الاختراقات ليس توقيف أو حجب خدمة الموقع لأن ذلك يعتبر شبه مستحيل، ولكن هي اختراقات عن طريق ثغرات داخلية في الموقع ، تؤدي إلى عمليات قرصنة واسعة النطاق للبروفايلات من خلال نشر برامج و روابط ملغمة بفيروسات أو نشر روابط لمواقع إباحية ، حيث انتشرت مؤخرا بكثرة –يقول- فكل يوم يبحث القراصنة عن ثغرات جديدة في نظام الفيسبوك، حيث كان آخر اختراق للموقع عن طريق عصابة إسبانية نشرت روابط لفيديوهات ملغمة ، فكل شخص يضغط على الرابط لمشاهدة الفيديو يظهر هذا الأخير لأصدقائك مع أنك لم تضفه، فبمجرد ضغط أي شخص على الفيديو تتم قرصنة "حاسوبه ". سارة .ب