أكد أئمة ودعاة مؤسسون لرابطة علماء وأئمة دول الساحل، أمس الثلاثاء، بالجزائر، أن تأسيس هذه الهيئة يندرج في سياق العمل على مواجهة التطرف الديني لما يمثله من خطر على أمن واستقرار المنطقة. وفي هذا الإطار أكد الداعية والإمام يوسف مشرية من الجزائر على هامش أشغال اليوم الاول من المؤتمر التأسيسي للرابطة ان هذه الهيئة ترمي الى إنشاء "مرجعية دينية علمية مكونة من العلماء والائمة والمشايخ بمنطقة الساحل معتمدة على القرآن الكريم وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وفق المذهب المالكي المنتشر في هذه الدول". كما تهدف الرابطة —حسب المتدخل— الى "مكافحة التطرف والغلو والإرهاب بكافة أشكاله ومصادره" الى جانب إظهار "سماحة الاسلام ورحمته و رفع الشبهات التي ألصقت به". وحول ما إذا ما كان تأسيس الرابطة "تم على خلفية ما يجري في مالي" قال الإمام مشرية ان نواة هذه الفكرة "كانت بمناسبة لقاء جمع عدد من علماء منطقة الساحل اثناء موسم الحج الماضي". وأوضح في هذا الإطار أن التجربة الجزائرية كانت "تنادي دوما بايجاد مرجعية محلية اقليمية تفهم الواقع الجزائري" مشيرا الى أن "استيراد الفتاوى من الشرق والغرب هو الذي أدى الى ما وقع في الجزائر خلال تسعينيات القرن الماضي وما يجري حاليا في مالي ودول أخرى". وفي ذات الاطار أكد أحمد تخمرين, إمام بتمنراست, أن انشاء الرابطة يتمثل في "القضاء على العنف والتشدد ونشر الأمن والسلم وتوعية الناس بأمور دينهم ونشر المذهب المالكي". وبعد ان أوضح بأن الرابطة تضم في صفوفها علماء "مشهود لهم بالكفاءة" أكد المتدخل ان "الابتعاد عن المرجعية المالكية وأخذ الفتوى من غير بلداننا أدى الى المشاكل التي تعيشها المنطقة". من جانبه قال محمد عبد الله ولد المصطف استاذ جامعي وإمام من موريتانيا ان تأسيس الرابطة يرمي الى "تبادل الافكار والتجارب بين العلماء والمفكرين والدعاة المنتمين الى منطقة الساحل بغية "توعية المجتمع بمخاطر التطرف وسبل القضاء عليه من خلال تنظيم ملتقيات ولقاءات". كما نوه ولد المصطف بالتجربة الجزائرية في مواجهة التطرف ودعا الى الاستفادة منها مشيرا الى ان ظاهرة التطرف "تؤدي حتما الى الارهاب". يذكر ان المؤتمر الذي يشارك فيه علماء ودعاة من الجزائر ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وموريتانيا, سيختتم غدا الاربعاء بإعلان تأسيس الرابطة وتعيين رئيسها وأمينها العام وأعضاء مكتبها التنفيذي. بشرى ساجي