أئمة يعارضون مسعى قيام حرب بشمال مالي أعلن أئمة ومشايخ دين من أربعة بلدان من الساحل زائد نيجيريا، إطلاق مبادرة باتجاه علماء الدين بالمنطقة دعوهم إلى تبنيها والانخراط فيها، سموها ''رابطة علماء وأئمة ودعاة منطقة الساحل''. التقى، أمس، بفندق بالضاحية الشرقية للعاصمة، ثمانية أئمة، اثنان منهم من الجزائر هما أحمد تيخماريت ينحدر من تمنراست، وبشير كاسل من تيسمسيلت، واثنان من النيجر هما خالد يحيى ومحمد حسين ماماديا، واثنان آخران من موريتانيا هما صار موسى خالي وسيخ سيدي امحمد الشواف. وسابع من مالي يسمى محمادو توري، وثامن من نيجيريا هو محمد عبد الله. وصرّح متحدث باسم الأئمة الثمانية لصحافيين حضروا اللقاء، أنهم التقوا بالسعودية خلال موسم الحج المنقضي ''فجمعنا حديث عن الأمن والاستقرار في دول الساحل، وما نجم عنه من انتشار الهرج والقتل والاختطاف وسفك الدماء، وإذا بالعدو واحد هو الغلو والتطرف في الدين''. وشدد الإمام وهو من اغدامس النيجرية الحدودية مع الجزائر، أن الأئمة الثمانية ''متمسكون بالمذهب المالكي المعتمد في بلادهم والأكثر انتشارا بالمنطقة''. وأضاف: ''لقد اتفق هؤلاء الأئمة والفقهاء على لمّ الشمل ونشر السلام وسلوك الوسطية والاعتدال في الدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن يقفوا دائما صفا واحدا ويدا واحدة قوية في محاربة الباطل''. وتابع الإمام: ''بناء على هذا هم يبادرون بالاقتراح وينادون إخوانهم من العلماء والدعاة، ممن يجمعهم هذا الهدف بإنشاء رابطة علماء وأئمة ودعاة الساحل''. وقرأ الإمام المالي نفس الكلمة باللغة الفرنسية، وتلاها الإمام النيجيري ب''الهوسة''، وهي لهجة محلية يتواصل بها الملايين من سكان الساحل. وقال الشيخ محمادو توري إن رفاقه الأئمة ''حريصون على إحلال السلم بالمنطقة، وهدفنا محاربة التطرف والشوفينية بخطاب الاعتدال والوسطية. ولتحقيق هذا الهدف، ندعو كل الدعاة وكل الأشخاص المحبين للسلام إلى الانضمام إلينا''. وأفاد الإمام خالد يحيى أن أصحاب المبادرة يعتزمون الترويج لها بسرعة في بلدانهم، وبقية بلدان الساحل. وأوضح الإمام بشير كاسل، أن المجموعة ''راسلت علماء دين ببلدان المنطقة داعين إياهم إلى التحرك بسرعة لأن منطقتنا تواجه مخاطر كثيرة''. وقال الشيخ ماماديا إن ما يجري في مالي ''يخيفنا نحن جماعة التوارف في النيجر وجماعة التوارف في مالي لأننا شعب واحد ونواجه مصيرا واحدا، ولأن الوضع خطير بادرنا في النيجر بخطوات باتجاه الشباب لتحسيسهم بخطورة التطرف والغلو''. وأوضح بأن أئمة بلاده يعارضون مسعى قيام حرب بشمال مالي، الجاري الإعداد لها حاليا. وأعلن الإمام ماماديا أن لقاء ثانيا سيجمع نفس الأئمة ببلد آخر من المنطقة، لم يحدد تاريخه بعد.