أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أمس الأحد، أن المؤهلات الطبيعية المتوفرة بالجزائر لا تكفي للنهوض بالقطاع السياحي، مشيرا إلى أنها تبقى مرهونة بمدى القدرة على تحويل هذه الإمكانيات إلى عروض ومنتوجات سياحية. وأوضح عبد العزيز بوتفليقة في رسالة وجهها إلى المشاركين لدى انطلاق أشغال الجلسات الوطنية الثانية للسياحة بقصر الأمم بالعاصمة، والتي قرأها نيابة عنه المستشار برئاسة الجمهورية محمد علي بوغازي، موضحا فيها بأنه يجب أن نسلم بأن جمال الجزائر لا يكفي أبدا للنهوض بالسياحة ببلادنا، مشيرا إلى أن تطوير المجال يبقى مرهونا بمدى قدرتنا على تحويل هذه القدرات السياحية من مادة خام إلى عروض ومنتوجات سياحية ذات مواصفات تؤهلها لاحتلال مكانة خاصة ومميزة. وأضاف رئيس الدولة في هذا الشأن بأن المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية يشكل الإطار الإستراتيجي المرجعي للسياسة السياحية في بلادنا، والتي حددت الدولة الجزائرية بموجبه نظرتها للتنمية السياحية الوطنية عبر مراحل محددة على المدى القصير والمتوسط وكذا المدى البعيد، إضافة إلى الأدوات الكفيلة بتنفيذها وشروط تحقيقها التي يبرز من خلالها ضمان التوازن الثلاثي المتمثل في العدالة والفعالية الاقتصادية والدعم الإيكولوجي. ويندرج هذا التخطيط – حسب رئيس الجمهورية- في إطار التنمية المستدامة خلال العشرين سنة المقبلة وذلك في سياق مسعى تنويع الاقتصاد الوطني المنتج خارج المحروقات باعتباره -كما قال- أحد القطاعات المحورية لدعم النمو إلى جانب قطاعات أخرى منتجة كالصناعة والفلاحة وغيرها. وقال عبد العزيز بوتفليقة بان: " الدولة عملت جاهدة وبلا توان على توفير المناخ الملائم لتجسيد هذه الرؤية من خلال إطلاقها لبرامج طموحة كتلك المتعلقة بدعم الإنعاش الاقتصادي مثل برامج تنمية الجنوب والهضاب العليا والبرنامج الخماسي 2010-2014 الذي سيمكننا من تعزيز البرامج السابقة". وفي ذات السياق استدل بوتفليقة بعدد من المشاريع الكبرى للتجهيزات العمومية كتوسيع شبكة الطرق السيارة، وعصرنة خطوط السكك الحديدية وتجسيد مشروع مترو الجزائر وترامواي الجزائر ووهران وقسنطينة وغيرها من المشاريع الضخمة المماثلة. كما ذكر بكسب رهان توفير المياه الصالحة للشرب من خلال دعم شبكة السدود وبناء محطات تحلية مياه البحر ومشروع القرن لتحويل المياه الصالحة للشرب من عين صالح إلى تمنراست إضافة إلى الورشات الكبرى لتهيئة الإقليم والتهيئة المستدامة والمشاريع الكبرى للطاقة والورشات الكبرى لتكنولوجيات الإعلام والإتصال وتطوير شبكة الهاتف بأنواعه. وأكد الرئيس بوتفليقة بأن قطاع السياحة سيستفيد "حتما" من هذه البرامج بإعتباره "قطاعا أفقيا بإمتياز" يتداخل مع العديد من قطاعات المؤسسات الأخرى، مشيرا إلى أنه يتطلب تجنيد الجميع لتوفير الظروف والمحيط الملائم لنموه وتطويره. نسرين صاولي