استجاب أمس، أغلبية الخبازين على المستوى الوطني لنداء اللجنة الوطنية للخبازين الجزائريين المنضوية تحت لواء الجناح الثاني للإتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، بشن إضراب وطني تنديدا بتجاهل وزارة التجارة لمطالبها، وقد شرعت معظم المخابز بالجزائر العاصمة في الإضراب، في حين حاولت بعض المخابز ضمان الحد الأدنى من الخدمات ببعض البلديات. وقد عرفت الاستجابة ارتفاعا كبيرا فقد بلغت 80 بالمائة إجمالا، بينما فاقت 90 بالمائة في بعض ولايات الوطن على غرار وهران، عنابة، بشار، قسنطينة، والطارف، وبلغت في العاصمة حوالي 70 بالمائة. واستطلعت "الجزائرالجديدة" بعض أحياء العاصمة على غرار شارع حسيبة بن بوعلي، صليحة واتيكي، ساحة أول ماي، وبلكور، حيث كانت المخابز كلها مغلقة باستثناء مخبزة واحدة في كل حي خصصت لتوزيع هذه المادة الواسعة الاستهلاك صباحا فقط، وقد أكد بعض المواطنين في حديثهم إلى "الجزائرالجديدة" أنهم اضطروا لشراء هذه المادة الضرورية في الساعات الأولى من الصباح، مضيفين أن المخبزة الوحيدة التي فتحت أبوابها بحي بلكور تهافت السكان عليها ولم تلبي الغرض المطلوب. ورغم أن بعض المخابز باعت الخبز صباحا، فإنه لم تفتح أغلبية المخابز بساحة أول ماي منذ الساعات الأولى من الصباح، وقد أدت ندرة الخبز إلى تذمر المواطنين الذين اختلفت آراءهم حول علمهم بهذا الإضراب مطالبين الخبازين بعدم الغش في الوزن المحدد قانونيا ب 250 غرام للخبزة الواحدة. من جهتهم طالب الخبازون بضرورة التكفل بانشغالاتهم، مشددين على ضرورة أن تأخذ الوزارة مقترحات اللجنة الممثلة للخبازين بجدية أكبر لأن الحلول التي تأتي من طرف واحد ليست بحلول مقبولة فهي ليست حلولا جذرية، مطالبين بإعادة النظر في هامش الربح واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتنظيم المهنة، من خلال حصر بيع الخبز في المخابز ومنع عرضه بالأرصفة والطرقات. مطاعم مغلقة....وخبز المطلوع ب 40 دج وفي ولاية تيزي وزو، عاش المواطنون حالة من الهيستيريا بسبب إضراب مخابز المنطقة استجابة لدعوة اللجنة الوطنية للخبازين من اجل رفع نسبة هامش الربح ب20 بالمئة والسعر المرجعي للخبز. وقد تأثر أصحاب المطاعم والمأكولات الخفيفة بكل من شارع عبان رمضان وشارع لمالي جراء ذالك مما دفع بالعشرات منهم بغلق محلاتهم لندرة مادة الخبر بالمنطقة، كما عرفت محلات المواد الغذائية حركة غير عادية بسبب إقبال العديد من العائلات على اقتناء مادة السميد والفرينة من اجل إعداد خبر الدار والمسمى بالمطلوع المعروف لدى العائلات الجزائرية , كما اغتنمت العائلات المعوزة الفرصة ببيع خبر المطلوع ب 40 دينار لأصحاب المطاعم وبسوق الخضر والفواكه بوسط المدينة وخاصة بالمحطات البرية بكل من بلدية تيزي وزو، ذراع بن خدة وعزازقة بولنوار: الإضراب نجح وحققنا مطالبنا أكد الحاج الطاهر بولنوار، الناطق الرسمي باسم الاتحاد الوطني للتجار والحرفيين، بأن الإضراب الذي شنه الخبازون أمس، قد نجح واستطاع أن يحقق هدفه، حيث شرعت أغلبية المخابز في الإضراب الذي فاق نسبة 90 بالمائة في بعض ولايات الوطن. وأوضح بلنوار، بأنه يتمنى من السلطات أن تقرأ نتائج الإضراب "ايجابيا"، مؤكدا أن الإضراب جاء للدفاع عن حقوق الخبازيين ولتشجيع الحكومة لإعادة النظر في سياسة دعم المواد الغذائية، لأن سياسة الدعم الحالية يستفيد منها المنتجون ومافيا التحويل وليس الخبازين، مشيرا إلى أن مافيا تحويل الفرينة بذلوا كل مجهوداتهم لإفشال إضراب الخبازين، إلا أن وعي الخبازين حال دون ذلك، مؤكدا أن المضربون يطالبون الحكومة بالإسراع في إيجاد حل لانشغالاتهم المتعلقة أساسا بضمان هامش ربح للخبازين في حدود 20 في المائة عن طريق خفض سعر مادة الفرينة من 2000 دينار للقنطار المطبق حاليا إلى 1500 دينار ورفع سعر الخبزة الواحدة إلى 12 دينار. بن بادة يصفه بالفعل غير المسؤول لتجويع المواطن وجه وزير التجارة مصطفى بن بادة انتقادات لاذعة للخبازين المضربين، ووصفه بغير الأخلاقي لأنه جوع المواطن الجزائري في وقت لا تزال فيه أبواب الحوار مفتوحة مع الوصاية و أن هذه الأخيرة تبذل كل ما في وسعها لحل المشاكل المهنية الموجودة. و ذكر الوزير أنه لا يحق للخبازين تجويع المواطن الجزائري، باعتبار أن مادة الخبر جد حساسة ولا يمكن الاستغناء عنها. و أضاف الوزير في تصريح هامشي، بمناسبة مناقشة المشروع المتعلق بشروط ممارسة الأنشطة التجارية، بالمجلس الشعبي الوطني، انه لحسن الحظ أن الإضراب ليس شاملا، كون جزء فقط من الخبازين فضلوا خيار الإضراب. وواصل الوزير، ان الدواعي غير موجودة للذهاب لقرار ارتجالي كالإضراب، الان باب الحوار لايزال مفتوحا من طرف الوزارة، خاصة و أن هذه الأخيرة على حد تعبير الوزير، معترفة بان جزء من المطالب التي يرفعها الخبازيين شرعية و مقبولة الى حد ما زينب.ب / ح.سفيان / سليم خليفاتي