ما أحوجنا في هذه الأيام مع تدهور حالة البيئة و تحوّلها إلى مشكل ذو أهمية قصوىو ذا إلحاح ، على ضرورة تحمل مسؤوليته من طرف كل فرد وهيئة ودولة، إلى التفكير في وضع استراتيجيات بيئية تشمل الوطن بصفة خاصة ، والعالم بصفة عامة، ومن أهم عناصر هذه الإستراتيجية، الاهتمام بتلقين الفرد منذ نشأته، التربية البيئية السليمة، كونها العنصر الأساس في بناء علاقة سليمة بين الإنسان ومحيطه البيئي، جمعية "جزائر الخير"، واحدة من الجمعيات الجزائرية النشيطة، التي حملت على عاتقها مسؤولية تنشئة جيل مستقبل الجزائر على أسس تربية بيئية تطبيقية متينة ، تسمو به كمواطن متحضر يعي بشكل كبير ضرورة محافظته على بيئته . شهد معرض البيئة و التطوّع الذي نظمته جمعية "جزائر الخير" نجاحا عظيما ، وهذا في مجمل الولايات التي حل بها، بمناسبة الاحتفاء بالبيئة هذه السنة، الأمر الذي دفع الأممالمتحدة للإعلان رسميا عن كون سنة 2013 عاما للبيئة. قرار الأممالمتحدة هذا، شجع جمعية "جزائر الخير" على مواصلة نشاطها وتمديده ، ليمس أكبر عدد ممكن من ولايات الوطن، والتكثيف من نشاطاتها البيئية، على غرار معرضها البيئي المتنقل، و الذي حطّ رحاله مؤخرا بالشرق الجزائري، حيث زار كل من ولايتي "برج بوعريريج" و"ميلة" . وما ميّز معرض برج بوعريريج للبيئة والتطوّع، والذي أشرفت عليه ذات الجمعية ، إقامتها له على الهواء الطلق مع تنقّله عبر مختلف بلديات المنطقة، و هذا ما منح هذه الفكرة نجاحا كبيرا وقبولا لا سابق له من طرف زائريه ، والذين جلبهم الفضول إلى التعرّف عما يرمي إليه هذا النشاط ، مستفيدين من مختلف الأنشطة و المعلومات الغزيرة والقيمة التي تخص سلامة البيئة ، مع جانب علمي تطرّق لتعريفات البيئة وأهم الاتفاقيات الدولية التي تم عقدها لحل مشاكل البيئة والحفاظ عليها . و لقد سعى أعضاء الجمعية من خلال هذا المعرض، إلى وضع الحضور في قلب الأخطار المهددة للبيئة ، و تحسيسهم بمسؤولية كل إنسان في الحفاظ على سلامتها ، عن طريق سلوك بيئي حضاري على غرار التشجير، حيث تعتبر الجمعية أن هذه السلوكيات البيئية السليمة جد مهمة ، ومن الضروري دمجها ضمن ما يتلقاه الطفل من قيم تربوية بالبيت و المسجد و الروضة و المدرسة والنوادي والجمعيات، حيث أن هذا سيمكنه من اكتساب جملة من المعارف والمعلومات البيئية الصحيحة ، و ينمّي ميوله إلى الاهتمام بقضاياها، وهذا ما يحث عليه دين الإسلام الحنيف و الفطرة الإنسانية السليمة. وأما بخصوص زيارة "جزائر الخير" لولاية ميلة، فقد حلّ المعرض على مدينة مينار زارزة ، وبالضبط في دار الشباب، ودام أسبوعا كاملا ابتداء من 8 إلى 12 ماي الماضي، والذي شهد عرض أكثر من 27 لائحة بيئية، ساهمت في جلب شباب المدينة إلى المعرض بصفة منقطعة النظير ، و علامات استحسان هذه التظاهرة بادية على وجوههم. للإشارة، فقد تخلل المعرض عدة نشاطات ، كزيارات لبعض المؤسسات التعليمية ، وحملات تنظيف طرقات و دهن بعض الواجهات والمساجد.. إلخ