شارك جمهور المهرجان الوطني للمسرح المحترف عبر تأشيرة المسرح الجهوي سيدي بلعباس، في معركة إنسانية طويلة بين الحب والحرب، معركة دارت رحاها على خشبة بشطارزي أين بعث دين الهناني محمد جهيد الشهداء من جديد، بعثهم ليشهدوا على تاريخ أراد أن يكتبه ويوثقه. ""ومن الحب ما قتل "، حب "ولد الضباب" الجنوني للوطن وإخلاصه لرفاق النضال كان قويا ومدويا، مقارنة بحبه لابنة القائد الذي كان حبا خجولا لطالما أراد أن يبقيه سره الشخصي. دارت الأحداث في سياق درامي، استعاد خلاله "ولد الضباب" تعاسة الطفولة ومرارة الأيام التي قضاها في حرب مستعرة، حرمته السعادة والفرح وحتى الحب الذي دفع ثمنه غاليا عندما أبى إلا أن يكشف مسؤوله الفاسد الخائن، هذا الأخير ولأنه يتقن فن النفاق، سرعان ما لفق له تهمة وطعنه بخنجر أخرسه إلى الأبد. رحل "ولد الضباب" في مشهد ضبابي، اختلطت فيه الذكريات وطافت حوله أرواح الشهداء تروي الحقيقة التي حيرت الراوي فتثاقلت خطاه وتبعثرت كلماته، وراح يرثي الشاب الذي آمن بالحب حتى النخاع فأحب الوطن بإخلاص، واحترم حبه لابنة القائد ودافع عن حبه لأخيه غير الشقيق، وأحب الشعر ولكنه غادر باكرا في زمن الحرب والخديعة. كتب النص "ادريس قرقوة" وساعد في الإخراج "بوعجاج غالم الياس"، و تمثيل بن خالد احمد، وبوسهلة هواري هشام، و كذا ساهلي احمد، وياسين جوزي، ووهيبة عدنان، وعمر دبار، وبوعجاج غالم الياس، وجناتي سعاد، وتواتي امينة، وحسين بن شميسة، وموسى لاكروت، و مختار سفيان، وصغير حميد، التأثيث السينوغرافي لنور الدين دراع و مساعده مصطفى بوراس. العمل المسرحي كتابة للتاريخ على لسان من عايشوه.. حقيقة قالها الشهداء بصوت عال على موسيقى عبد الغاني محمودي "نموت نموت ويحيا الوطن".