خيم سهرة أمس على قلعة محي الدين باشطارزي نوعا من الشعور الذي ينتاب المرء وهو يرى الموت قادمة إليه خاصة إذا كان ذلك الشخص ملكا و صاحب نفوذ وسلطة، فهل سيقبل الموت كأي إنسان عادي؟. هي قصة ملك يعيش آخر لحظات حياته في مملكة تحتضر، تتبع حيثياتها جمهور الفن الرابع بالمسرح الوطني محي الدين باشطارزي من خلال العرض المسرحي المعنون ب"العرضة"، لمخرجه فوزي بن ابراهيم ، اقتبس النص محمد الطيب دهيمي عن الكتاب الشهير "الملك يموت" للكاتب ليوجين يونيسكو. حيث دارت أحداث المسرحية حول الموت، هذا النفس الخافت الصامت الذي نخشاه ويجعلنا كعقارب الساعة نتذبذب كلما فقد الوعي بالوقت، يروي العرض المندرج ضمن السهرات المبرمجة في اطار البرنامج الخاص بشهر رمضان، قصة ملك يعيش آخر لحظات حياته في مملكة تحتضر، يأتي هذا تأثرا بما أبدعه الكاتب ليوجين يونيسكو وهو على فراش الموت بالمستشفى حيث كتب المسرحية وشبح الموت يخيم عليه متسائلا عن نوع الشعور الذي ينتاب المرء وهو يرى الموت قادمة إليه خاصة إذا كان ذلك الشخص ملك له نفوذ وسلطة فهل سيقبل الموت كأي إنسان عادي؟ مسرحية العرضة التي تجسد الواقع المعيش تنتمي إلى النوع المسرحي الفلسفي البعيد عن الكوميديا، اعتمد فيها المخرج على الحركية الراقصة حيث شملت المسرحية على بعض المشاهد الراقصة على موسيقى رائعة مما جعلها خفيفة الظل على الجمهور تفاديا للثقل الذي يحمله النص الفلسفي، معتمدا كذلك على البساطة في الإخراج لشد المشاهد، و جعله يحل نفسه محل تلك الشخصيات، خاصة وأن القضية التي تحملها المسرحية تعتبر قضية إنسانية حيث أن كل مشاهد يرى نفسه في شخصية الملك ويحاول أن يغير إن كان بإمكانه القيام بذلك قبل أن يصل إلى النهاية خاصة وان البطل الذي يكمن في شخصية الملك يدرك حينما يصل إلى الموت انه كان يعيش كملك وليس كانسان ، متحصرا على فقدانه لقوة حكمه و ترك سلطته الظالمة مرغما، متيقنا أن جبروت سلطانه لا يمكنه أن يغير في الأمر شيئا .