لاقت مسرحية (العرضة) (الدعوة) آخر إنتاج لمسرح قسنطينة الجهوي نجاحا كبيرا في أوساط عشاق الفن الرابع الذين تابعوا عرض هذه المسرحية ثلاث ليالي متتالية على خشبة المسرح الجهوي بقسنطينة. وصرح محمد الطيب دهيمي الذي اقتبس نص المسرحية عن الكتاب الشهير ليوجين يونيسكو (الملك يموت) الذي كتبه في 15 ديسمبر 1962 بأن مسرحية (العرضة) تحكي (بقليل من التصرف والتعديل عن النص الأصلي) قصة ملك يعيش آخر لحظات حياته في مملكة تحتضر. وينتهي الأمر بالملك الذي أنهكته سنوات العمر والمرض والذي كان يعتقد أن بإمكانه تولي مقاليد الحكم إلى الأبد بأن ينهار ويلجأ للذكريات وتأنيب الضمير قبل أن يتنازل في آخر المطاف عن الحكم. وأضاف كاتب النص بأن فريقا من 5 ممثلين يؤدون من خلال رؤية جد حديثة تلك المواجهة بين هذا الملك المسن الذي بدأ يؤمن بديمومة حكمه والموت الذي يدل على نهاية سلطة غير محدودة وحكم شمولي دون مشاركة. وأكد محمد الطيب دهيمي بأنه أعاد كتابة نص المسرحية الأصلية كلية بإدخال تقنية (الإسقاط) لأن المسرحية في الواقع ليست سوى كابوس مخيف لملك كان يسعى إلى البقاء على قيد الحياة. ويعد استيقاظه من هذا الكابوس هو تخليص له من الشر الذي نهش قلبه معلنا عن نهاية المسرحية حيث أسدل الستار على نهاية مفتوحة على جميع الاحتمالات الممكنة. وترك المجال للجمهور لإمعان خياله لإيجاد نهاية لهذه المسرحية بين أن تنهي هذه المملكة أخيرا عهدها مع الظلم والجشع والتعطش للسلطة والممارسات البربرية واللاإنسانية التي كان سببها بقاء هيمنة نفس السلطة أو أن تستمر هذه المملكة في أعمال الشر والطغيان. واستنادا لمحمد الطيب دهيمي الذي كان ممثلا لفترة كبيرة بمسرح قسنطينة الجهوي فقد ساهم كل من المخرج فوزي بن براهيم ومصمم المشاهد موسى نون ومصمم الرقصات عيسى شواط والمؤلف الموسيقي حسان لعمامرة كل بما جادت به موهبته في هذه المسرحية التي تستغرق 70 دقيقة والتي كيفت مع الوقائع الحالية للحياة اليومية. وصفق الجمهور الحاضر بحفاوة بالغة خلال العروض الثلاثة للمسرحية للممثلين أحمد حمامص الذي تقمص الدور الرئيسي في المسرحية والشاب شاكر بولمدايس (الواقف) وسامية طبوش وسيف الإسلام بوكرو ونوال عواق.