تنطلق هذا الجمعة بدار الإمام بالمحمدية فعاليات الملتقى الوطني الأول الموسوم ب "الفكرة عند مالك بن نبي"، الذي سينظمه على مدار يومين مركز الرؤية للدراسات الحضارية بمناسبة مرور 40 سنة على وفاة المفكر الجزائري العالمي مالك بن نبي.تشهد الجلسة الأولى المعنونة ب "هل نعرف مالك بن نبي؟" برئاسة الأستاذ عبدالوهاب حمودة ثلاث محاضرات تناقش الأولى منها موضوع "مالك بن نبي .. راهب الفكر"، فيما سيحاضر الدكتور لخضر شريط حول "مالك بن نبي من خلال مؤلفاته: التأثير و التأثر"، على أن تخصص ثالث محاضرة التي يتدخل بها الدكتور المحاضر عمار طالبي "لملامح من فكر مالك بن نبي"، يلي ذلك فتح المجال للتعقيبات و طرح التساؤلات. هذا و من المنتظر أيضا أن تطرح عديد المواضيع المتعلقة بفكر وشخصية المفكر مالك بن بني عبر مداخلات الجلسة الثانية المعنونة ب " أسس رؤية مالك بن نبي"، برئاسة الدكتور محمد سعيد مولاي ، التي تفتتح في اليوم الموالي بمحاضرة حول "مفهوم الحضارة في فكر مالك بن نبي"، يتدخل بها الدكتور عبدالرحمن بن عمارة ، تليها مداخلة الدكتور الطيب برغوث حول "موقع الفكرة الدينية من إستراتيجية النهضة عند مالك بن نبي"، و ستكون "مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي" موضوع ثالث محاضرة للدكتور عمار جيدل. و ستخصص الجلسة الثالثة "أفكار مالك بن نبي.. من التنظير إلى التدبير"، برئاسة الدكتور عمار طالبي للحديث في أول محاضرة عن "التربية الحضارية عند مالك بن نبي"، و ستناقش المحاضرة الثانية "مشروع النهضة لدى مالك بن نبي مع رؤية اقتصادية"، كما سيتطرق الدكتور محمد سليم قلالة عبر مداخلته لموضوع "المستقبل في إدراك مالك بن نبي"، و قبل إسدال الستار عن هذه الفعالية، ستطرح جملة من توصيات الملتقى، الذي يرافقه تنظيم معرض خاص بعرض وبيع كتب مالك بن نبي وبعض ما كُتب عنه. يعد مالك بن نبي أحد رواد النهضة الفكرية الإسلامية في القرن العشرين، كما يعد من أكثر المفكرين المعاصرين الذين نبهوا إلى ضرورة العناية بمشكلات الحضارة، حيث كانت جهوده لبناء الفكر الإسلامي الحديث و في دراسة المشكلات الحضارية عموما متميزة سواء من ناحية المواضيع التي تناولها أو من ناحية المناهج التي اعتمدها في ذلك التناول، ولد بمدينة الجسور المعلقة في الفاتح من جانفي 1905، ترعرع في أسرة إسلامية محافظة ، انغمس بن نبي في الدراسة و في الحياة الفكرية ، تحلى بثقافة منهجية استطاع عبرها أن يضع يده على أهم قضايا العالم المتخلف ، فألف سلسلة من الكتب عنونها ب " مشكلات الحضارة"، توفي يوم 31 من أكتوبر 1973 مخلفا وراءه مجموعة من الأفكار القيّمة و المؤلفات النادرة ، يعد مالك بن نبي قامة عملاقة في عالم الفكر و الرجل الذي يمكن من أفكاره صناعة دول متحضرة ، هو الرجل الذي لا بد من الالتفات له و لأفكاره التي خدمتنا جميعا.