نشط أستاذ الفلسفة عمار طالبي أول أمس بقالمة ندوة حول حياة و أعمال مالك بن نبي تناول فيها أهم محطات حياة هذا العالم في الاجتماع و الفلسفة. و تعرض الدكتور طالبي في الجزء الأول من مداخلته المبرمجة ضمن الطبعة الثانية من عكاظية الفكر والتاريخ والأدب بقالمة إلى السيرة الذاتية للمفكر مالك بن نبي منذ ميلاده إلى غاية تخرجه من الجامعة الفرنسية سنة 1925 بشهادة مهندس في الكهرباء وتنقله إلى سوريا و القاهرة ولقائه مختلف الشخصيات الفكرية والسياسية كجمال عبد الناصر وبن بلة. وذكر نفس المتدخل بأنه كان من الأصحاب المقربين لمالك بن نبي و كان معه حين وفاته يوم 31 أكتوبر 1973 بمقر سكناه بالقرب من قصر الشعب بالجزائر العاصمة كما كان له شرف إلقاء الكلمة التأبينية للمفكر الراحل بمثواه الأخير بمقبرة سيدي محمد ببلكور (الجزائر العاصمة). و تطرق بالمناسبة كذلك للمناصب التي تولاها مالك بن نبي في الدولة الجزائرية المستقلة منها تكليفه سنة 1963 بالإشراف على مركز التوجيه الثقافي والذي وضع فيه المفكر النواة الأولى لملتقى الفكر الإسلامي الذي عاش لأكثر من 24 سنة وكذا تعيينه مديرا للتعليم العالي. و بالنسبة للدكتور طالبي فإن شغف المفكر مالك بن نبي بالرياضيات التي يعتبرها بمثابة " الصابون للذهن" دفعته إلى إعطاء مفهوم جديد للحضارة التي تعتبر - حسبه- محصلة معادلة رياضية تجمع بين ثلاثة عناصر هي (الإنسان + تراب + وقت). و يعتبر مثلث الثقافة والحضارة و الإيديولوجيا في نظر المتدخل ذاته -أكبر المفاهيم التي شغلت بال مالك بن نبي في مختلف محاضراته وكتاباته وهو ما جعل المفكر يحذر حسبه - في كتابه " مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي " من تأثير ما سماه بالأفكار القاتلة والميتة على أحوال الناس والتحولات الاجتماعية والحضارية للأمم. و عرفت هذه العكاظية المنظمة من طرف جامعة قالمة ومديرية الثقافة بالتنسيق مع منظمة المجاهدين و جمعية أول نوفمبر وجمعية التاريخ و المعالم الأثرية مشاركة عدة أساتذة وباحثين في الفكر والأدب والتاريخ على غرار الدكتورعبد الله بوخلخال رئيس جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة ونائبه في رئاسة نفس الجامعة الدكتور إسماعيل السامعي و الدكتور يوسف قاسمي من جامعة قالمة إضافة إلى بعض الشعراء المحليين. و اعتبر الدكتور محمد نمامشة رئيس جامعة 8 ماي1945 بقالمة بأن تزامن هذه المبادرة مع إحياء الذكرى ال 56 لثورة أول نوفمبر سيشكل توأمة بين الفكر والأدب والتاريخ وهو ما يظهر من خلال البرنامج المسطر والذي يجمع حسبه بين قرابة 13 أستاذا جامعيا و15 شاعرا.