بدأ تنفيذ الاتفاقية المشتركة بين الجزائر مالي والنيجر وموريتانيا التي تفضي المتمخضة عن القيادة المشتركة للتصدي لتنظيم القاعدة، حيث تسلم الأمن الموريتاني الإرهابي التقي ولد يوسف، بعد وصوله عبر رحلة تابعة للخطوط الملكية المغربية، وذلك بعد موافقة حكومة النيجر على تسليمه لبلاده، تنفيذا لمذكرة الاعتقال الدولية التي أصدرتها السلطات الموريتانية بحقه. ويعتبر التقي ولد يوسف من أوائل القيادات السلفية الموريتانية التي التحقت بتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال الذي غير اسمه الى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وسبق أن كلفه التنظيم بإدارة عمليات في دول المنطقة، كان آخرها التكليف بتنفيذ عمليات في النيجر أفضت إلى اعتقاله قبل ثمانية أشهر، بادرت بعدها السلطات الموريتانية إلى طلب تسليمه طبقا لمذكرة الاعتقال التي أصدرتها بحقه، حسب ما نقل عن مصادر إعلامية موريتانيا. وكان الأمن الموريتاني قد حاول، عدة مرات اعتقال ولد يوسف خلال السنوات السبع الأخيرة، كان أبرزها في شهر أفريل 2008، عقب ما عرف بمواجهات نواكشوط الدامية، أثناء محاصرة الأمن لمسلحين سلفيين في حي تفرغ زينة، حيث تمكن التقي من الفرار خارج البلاد، كما هو حاله في كل مرة. ويأتي تسليم ولد يوسف لموريتانيا بعد الأزمة الدبلوماسية التي شهدتها العلاقات الموريتانية المالية إثر رفض سلطات باماكو تسليم موريتاني متهم بالإرهاب إلى نواكشوط، وإطلاق سراحه في إطار صفقة مع تنظيم القاعدة مقابل الإفراج عن رهينة فرنسي، وهو ما جعل السلطات النيجرية الجديدة تنأى بنفسها عن أي توتير للعلاقات مع موريتانيا، التي تعتبر أحد شركائها الرئيسيين في محاربة الجماعات المسلحة.