انقضى سهرة أول أمس عمر الأيام المسرحية في طبعتها الأولى بمعهد فنون العرض والسمعي البصري ببرج الكيفان، بعد خمسة أيام من العروض المتواصلة التي لاقت استحسان الجمهور، في حين فشل عرض "الحب والحرب" في إرضاء هذا الأخير. وقد اختير العرض الكوميدي "الحب والحرب" للمخرج أحمد خوذي لاختتام الأيام المسرحية، حيث تدور أحداث المسرحية حول رجل هرب من الحرب وراح يحكي لصديق قابله حول ما يعانيه الناس في الحرب خاصة عندما تكون لأحدهم حبيبة له. ولكن المشاهد للعرض الذي جاء في قالب فكاهي سيدرك أن ثمّة رسائل يريد المخرج إيصالها، وتتعلق بالذين يهربون من الحروب ويخدعون جيوشهم ويتحينون الفرصة للخيانة إن لم تتسنى لهم فرصة الهرب. لكن عرض "الحب والحرب" لم يكافئ بالقبول، حيث بدأ الجمهور بالخروج من القاعة بعد الدقائق العشر الأولى، وفي حديث ل "الجزائر الجديدة" على هامش اختتام الأيام المسرحية، أعرب بعض من الجمهور أن الكلمات البذيئة التي تم استعمالها لم تنل إعجابهم بالإضافة إلى تصرفات الممثلة على الخشبة. من جهة أخرى تحدث البعض الآخر عن إعجابهم بالعروض المسرحية من حيث الشكل والمضمون، كما أن التوقيت الذي نُظمت فيه الأيام مناسب تماما حيث تزامن مع عطلة الربيع. "الجزائر الجديدة" استطلعت أيضا آراء بعض الممثلين الذين كانوا متواجدين بالمعهد على غرار الممثلة موني بوعلام، نسيمة لوعيل، أبوبكر شرفي، المخرج اليمني يوسف هبة، حيث أكدوا على أن هذه الأيام المسرحية قد جعلت المعهد يضج في حركة منقطعة النظير ولم يشهدها المعهد منذ زمن طويل، كما أنه فرصة يلتقي فيها الممثلون ببعضهم البعض على مدار خمسة أيام، مشيرين إلى أهمية هذه التظاهرات في التعريف بالمسرح وكذا إرساء مفاهيمه خاصة لدى الأطفال لأن حب المسرح يكون منذ الصغر، مؤكدين أنه لا أحد اهتم بعلاقة الأطفال بالمسرح، لذلك مثل هذه المبادرات الثقافية سيكون لها التأثير الإيجابي. هذه الأيام نظمها طلبة المعهد احتفالا باليوم العالمي للمسرح المصادف ل27 مارس من كل سنة، تحت شعار "التكوين أساس الإبداع"، كانت من أجل أن تضفي جوا من الحركية في المعهد، ولتجعله يندمج مع الحياة المسرحية والفنية الحقيقية، وقد شكلت هذه التظاهرة الثقافية في عددها الأول جملة من إبداعات طلبة المعهد. يذكر أن اختتام فعاليات هذه الأيام، قد عرفت سلسلة من العروض الشيقة في مختلف الأنواع المسرحية على غرار "المونودرام"، "الوان مان شو"... وغيرها، بالإضافة إلى تكريم العديد من الوجوه الفنية.زينب بن سعيد