أكد حرفيون ل "الجزائر الجديدة"، أن قطاع الحرف التقليدية يعرف انتعاشا في الآونة الأخيرة، حيث بدأ بعض من الاهتمام ينصب عليه سواء بتوفير الفضاءات أو بالتغطية الإعلامية، مثمّنين دور الفدرالية الوطنية للحرف والصناعات التقليدية، ومشيرين أيضا إلى بعض النقائص التي تعكره. زينب بن سعيد التقت "الجزائر الجديدة"، بعض الحرفيين، حيث تحدث كل منهم عن حرفته وعن واقع القطاع. أمينة تبّودي: مثّلت الجزائر في إيطاليا تحدثت الحرفية المختصة في صناعة الخزف والفخار، عن أهمية الحرفة التي تمارسها بالنسبة لها خاصة بعد خبرة 18 حيث جعلت من هذه الحرفة لصيقة بها ولا تستطيع التخلي عنها. وأضافت أمينة، أنها تعشق هذه الحرفة التي أوصلتها إلى مهرجان الخزف بإيطاليا، حيث مثلت الجزائر هناك، مضيفة أنها كانت تجربة جميلة بالنسبة لها، فهي قد شاركت هناك في الورشة وأبدعت هي وزميلة لها ما جعل المشرفين هناك يعجبون بما صنعته، مؤكدة أن ما يصنعه الإيطاليون أجمل لأنهم متميزون ومتقدمون في هذا المجال. وقالت الحرفية ذاتها، أن القطاع في الجزائر يعاني الكثير من النقائص، خاصة من ناحية التسويق بالإضافة إلى نقص أماكن العرض رغم بعض الاهتمام بالحرف مؤخرا، مشيرة إلى انعدام السياحة التي تعتبر أهم عنصر لإنعاش قطاع الحرف التقليدية. وأشارت أمينة إلى مجهودات الفدرالية التي تساعد الحرفيين على الظهور وفرض أنفسهم، مضيفة أنها قد أنشأت مؤسسة مصغّرة وهي الآن بصدد توسيعها. محمد بلجوهر: الفدرالية تساهم في إثراء القطاع ثمّن الحرفي المتخصص في الرسم على الزجاج، محمد بلجوهر، مجهودات الفدرالية الوطنية للحرف والصناعات التقليدية، التي تعمل جاهدة على النهوض بقطاع الحرف التقليدية، مضيفا أنه قد شارك في 46 معرضا منذ الانتساب إليها السنة الماضية، حيث فتحت هي الأخرى أبوابها آنذاك، مؤكدا أن الهيئة شابة بشباب رئيسها وهو ابن المجال. وقال محمد، أن الحرفيين قد تم نسيانهم فيما مضى، وتوقف دور الحرفي على بيع وشراء الحرف التقليدية، مشيرا إلى دخول اليد الصينية التي أصبحت تصنع كل شيء لدرجة أننا نجد حرفا تقليدية تتزين بالعلم الوطني ولكن عندما تتمعن فيها تجد مكتوبا عليها "صنع في الصين". وأضاف الحرفي ذاته، أن القطاع يتطور وبدأ في فرض وجوده، فظهر حرفيون مخبؤون وظهرت حرف الأجداد، وأصبح الحرفي لا يخجل بحرفته، مضيفا أن مثل هذه المعارض مهمة ومفيدة خلقت الطموح في نفس العارضين، مؤكدا في السياق ذاته أن الإعلام اليوم يقوم بدورة في تغطية مثل هذه النشاطات، مشيرا أيضا أن هناك شبابا طموحا سيحي قطاع الحرف التقليدية. حمزة منوّر: أضيف لمسة المعاصرة على أعمالي وفي حديثه إلينا، قال الحرفي المختص في الفخار حمزة منوّر، أنه لا يحتفظ بما هو تقليدي فقط بل يحاول إضافة لمسة معاصرة لما تبدعه أنامله، مضيفا أنه قد فتح ورشة خاصة به وبأمواله الخاصة بعد سبع سنوات خبرة في هذا المجال، والفدرالية الوطنية للحرف التقليدية تعمل الكثير من أجل الحرفيين وتوفر لهم الإمكانيات للظهور، فهو شخصيا قد شارك بفضلها في معارض كثيرة بالإضافة إلى ورشات مفتوحة. وأضاف حمزة، أن المشكل في القطاع الحرفي يكمن في نقص التمويل، فإما أن لا يكون أو أن يكون قليلا، مضيفا أن آليات الدعم لا تكفي أبدا، فمثلا الحرفي المتخصص في مجال الفخار يحتاج لفرن والفرن تصل قيمته إلى أكثر من 180 مليون سنتيم، بالإضافة إلى وُجوب توفّر سيارة النقل وغيرها، مشيرا إلى ضرورة تمويل حقيقي. وأشار حمزة إلى أنه يرغب في توسيع ورشته من أجل تشغيل بعض الشباب الحرفي، فهو اليوم يملك خمسة عاملين ويرغب في زيادة العدد، ولكن ذلك لا يكون –حسبه- إلا ببعض من الدعم.