تعرض مقر سفارة الجزائر بالعاصمة الليبية طرابلس، صبيحة أمس إلى انفجار عنيف، تسبب في إصابة ثلاثة أشخاص من حراس السفارة، وقالت مصادر أمنية جزائرية، "لحسن الحظ أن مقر السفارة كان خاليا من الطاقم الدبلوماسي، الذي تم سحبه منذ أشهر". ألقى مجهولون حقيبة متفجرات على سفارة الجزائر في طرابلس أوقعت ثلاثة جرحى بينهم شرطي، وألحقت أضرارا مادية بالمبنى والسيارات القريبة، حسب مصادر أمنية وشهود. وقال مسؤول في جهاز الأمن الدبلوماسي ان "حقيبة متفجرات استهدفت صباح السبت السفارة الجزائرية في منطقة الظهرة وسط طرابلس مخلفة ثلاثة جرحى وأضرارا مادية بالمبنى والسيارات" المتوقفة قربها. وأوضح ان "سيارة مرت بجانب السفارة وألقى من فيها حقيبة المتفجرات على سيارة الشرطة قرب غرفة الحراسة وانفجرت بعد لحظات". واضاف ان "شرطيا في جهاز الأمن الدبلوماسي أصيب بجروح بالغة، في حين تعرض مواطنان تزامن مرورهما ساعة الانفجار لإصابات طفيفة وغادرا المستشفى بعد تلقي العلاج اللازم". وأكدت مصادر طبية هذه الحصيلة. ودانت وزارة الخارجية الليبية الانفجار، مؤكدة انها "تتابع بأسف شديد العمليات الإرهابية التي تتعرض لها مقار البعثات الدبلوماسية" في طرابلس. واعتبر الوزارة المنبثقة عن الحكومة المؤقتة في بيان أن الحادث "محاولة رخيصة للتأثير على عملية الحوار الوطني في جنيف". وأدان وزير الشؤون الخارجية, رمطان لعمامرة, التفجير أمام بوابة السفارة الجزائريةبطرابلس, مذكرا أن أي استهداف لمركز دبلوماسي هو "جريمة في القانون الدولي". وقال لعمامرة على هامش لقاء مع تنسيقية أطراف الحوار لحل الأزمة في مالي بمقر وزارة الشؤون الخارجية: "نحن نعلم أن كل استهداف لمركز دبلوماسي هو جريمة في القانون الدولي. فندين بقوة أي عمل يوجه ضد سفارة الجزائر أو المراكز الدبلوماسية الجزائرية في ليبيا أو غير ليبيا". وبخصوص الصلح الذي تسعى الجزائر لإحداثه بين الفرقاء الليبيين، قال لعمامرة إنهم يسعون جاهدين إلى فرض الحوار والمصالحة بينهم من أجل الوصول إلى حل شامل جامع. وجدد وزير الشؤون الخارجية تأييد الحوار بين الليبيين, موضحا أن "الجزائر تؤيد الخطوات المتواضعة التي انطلقت في جنيف تحت رعاية الأممالمتحدة ونأمل أن نتمكن من تعميم المشاركة في هذه الديناميكية وأن يسود عدم اللجوء إلى القوة وأن يسود أيضا وقف إطلاق النار وصولا إلى تشكيل حكومة وتعزيز المؤسسات الممثلة لجميع أطياف الأشقاء في ليبيا. وهذه ليست المرة الأولى التي تضرب فيها سفارات البلدان العربية حيث سبق وأن تعرضت سفارات بلدان عربية وغربية في طرابلس لهجمات مسلحة كان آخرها هجومين استهدفا سفارتي مصر والإمارات في نوفمبر الفارط.