فازت الغابون بشرف استضافة كأس الأمم الإفريقية 2017، على حساب الجزائر، التي كانت المرشح الأول من بين بقية البلدان المرشحة خاصة بعد الملف القوي، الذي تقدمت به وتحركات المسؤولين في جميع الاتجاهات للفوز بشرف تنظيم الدورة، فضلا عن تنقل وزير الرياضة محمد تهمي، شخصيا إلى القاهرة لدعم الملف الجزائري، هذا ووضعت قرعة تصفيات كأس أمم إفريقيا 2017 التي ستقام بالغابون المنتخب الوطني في مجموعة سهلة نسبيا، حيث سيلعب "الخضر" أمام منتخبات إثيوبيا، جزر السيشل وليزوتو. ويبدو أن لعبة الكواليس قد حسمت التنظيم لمصلحة الغابون ليذهب مجهود الطرف الجزائري سدى في وقت كان من الأجدر حسب الكثير من المتتبعين منح شرف التنظيم للجزائر على اعتبار أن الغابون نظمت الدورة سنة 2012 مناصفة مع غينيا الاستوائية في وقت أن الجزائر لم تفوز بشرف التنظيم منذ سنة 1990، كما أن جميع الإمكانات والمؤهلات ترشح الجزائر لاحتضان الحدث القاري. وأعلن عيسى حياتو تفوق الغابون على الجزائر وغانا في تصويت الجمعية العامة للإتحاد الإفريقي في القاهرة لتخلف بذلك ليبيا التي اعتذرت عن تنظيم الدورة بسبب عدم استقرار الأوضاع الأمنية في البلاد. وللعودة إلى لعبة الكواليس التي كانت قد لعبت النصيب الأكبر في تحديد البلد المنظم للدورة القارية المقبلة، كان العديد من المتتبعين كشفوا أن الجزائر بعيدة عن تعويض ليبيا، على غرار ما قاله رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية، مصطفى بيراف، قبل عدة أشهر من الآن، على أن "الكاف" حسمت قرارها في وقت سابق والغابون هو الذي سيفوز بتنظيم الطبعة ال31 من كاس أمم إفريقيا، وهوما أشعل حرب التصريحات بين العديد من الشخصيات الرياضية على غرار وزير الرياضة، محمد تهمي الذي نفى ذلك وقال أن الجزائر تملك ضمانات على أن القرار لم يتخذ، ليكون أمس شاهدا على كلام بيراف في مصر ويتأكد منه. وحسب الملاحظين، فإن قرار اختيار الغابون، التي نظمت طبعة 2012 رفقة غينيا الاستوائية، جاء "مفاجئا" بالنظر إلى أن وضع الجزائر ابرز مرشح لاحتضان الحدث القاري. وأبدى الجمهور الجزائري أسفه على تضييع فرصة تنظيم المنافسة الافريقية ال31, وحضور مباريات اقوى منافسة كروية على الصعيد القاري بعد عامين فقط من الآن. تهمي يطالبه بتوضيحات ويتوعد "الكاف" كشف وزير الرياضة محمد تهمي، عن خطاب سيرفعه الجزائر للإتحاد الأفريقي لتقديم توضيحات بشأن منح تنظيم كأس أفريقيا للأمم 2017 للغابون، مؤكدا أن الجزائر ستغير تعاملها مع مختلف المؤسسات الرياضية الإقليمية والجهوية وعلى رأسها الاتحاد الأفريقي. وأضاف في تصريح عقب الإعلان عن منظم "كان 2017": أن "جميع الحضور فوجئوا بهذا القرار" معربا عن قناعته بوجود عوامل أخرى غير رياضية ولا تقنية وراء حرمان الجزائر من تنظيم البطولة، معتبرا قرار حرمان الجزائر من تنظيم بطولة كأس أفريقيا 2017 ومنحها للغابون "غير منطقي وغير مقبول"، مؤكدا أنه "تفاجأ بهذا القرار لأن ملف الجزائر كان أفضل بكثير من جميع الملفات". واستطرد يقول أن "الجزائر ستغير تعاملها مع المؤسسات الرياضية الجهوية والإقليمية بدء من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم.وسنطلب توضيحات رسمية من الإتحاد عن خلفيات هذا القرار، ولو كانت قوانين الهيئة الكروية تسمح لنا بتقديم طعن لطعنا في القرار لأنه غير مقبول وغير معقول، سنجلس مع رئيس اتحاد الكرة روراوة لتقييم العملية وخلفيات القرار واتخاذ القرار المضاد المناسب." مشرارة: "لا بد من إعادة النظر في العلاقة مع الاتحاد الإفريقي" وصف الرئيس السابق لرابطة دوري المحترفين، محمد مشرارة، فشل الجزائر في الظفر بتنظيم بطولة كأس إفريقيا للأمم 2017 ب"المفاجأة"، داعيا إلى "ضرورة مطالبة الإتحاد الإفريقي بتقديم الحساب وراء اختيار الجابون بدلا من الجزائر". وقال مشرارة: "تفاجأت كغيري، لهذا القرار المجحف وغير المفهوم، موضوعيا الجزائر أحق بتنظيم البطولة لأن ملفها أحسن بكثير من ملف الجابون، لكن عوامل أخرى لا علاقة لها بالرياضة تدخلت وحسمت الأمر للجابون". وأضاف مشرارة الذي اشتغل إلى جانب رئيس اتحاد الكرة الحالي محمد روراوة خلال ولايته الأولى من 2001 إلى 2005: "أتمنى من الحكومة الجزائرية أن تتقدم بطلب للاتحاد الإفريقي للعبة لتقديم توضيحات وكشف خلفيات هذا القرار وتعيد النظر في علاقتها مع الكاف". مشيرا: "أعلم أن الطلب لن يغير في الأمر شيئا طالما أن الموضوع قد حسم، لكن نتيجته ستوضح لنا كثير من الأشياء والأمور خصوصا أن هذا القرار جاء ليمنح الجابون تنظيم البطولة بعد خمس سنوات فقط من تنظيمها بينما لم تتشرف الجزائر بها منذ 1990، وبالتالي ستحرم الجزائر وشمال إفريقيا من تنظيم البطولة حتى ما بعد 2023". القرعة تضع "الخضر" في مواجهة السيشل، ليسوتو وإثيوبيا وضعت قرعة تصفيات كأس أمم إفريقيا 2017 التي ستقام بالغابون المنتخب الوطني في مجموعة سهلة نسبيا، حيث سيلعب "الخضر" أمام منتخبات إثيوبيا، جزر السيشل وليزوتو، أين يتأهل أول المجموعة إلى النهائيات مباشرة مع المنتخبين الأفضل في المركز الثاني بالمجموعات. ورغم التقدم الواضح في الكرة الإفريقية، إلاّ أنه وبالنظر لمستوى المنتخبات في مجموعة المنتخب الوطني فان المعطيات الأولية ترجح الخضر للمرور للنهائيات المزمع إجراؤها في الغابون، حتى وإن كان التنقل إلى الليسوتو والسيشل البعيدين ينطوي يجب دراسته كثيرا قبل بداية التصفيات. وجاءت القرعة متباينة للمنتخبات العربية في رهانها لبلوغ نهائيات "ليبروفيل"، وحلت الشقيقة تونس في المجموعة الأولى رفقة الطوغو، ليبيريا وجيبوتي، بينما جرى الزج ب"جنوب السودان" في المجموعة الثالثة رفقة مالي، غينيا الاستوائية والبنين، في وقت تواجد كل من المغرب وليبيا في الفوج السادس بمعية الرأس الأخضر والمنتخب المجهري "ساوتاومي أوبرانسيب". وستتحدى مصر نسور نيجيريا، تانزانيا والتشاد في المجموعة السابعة، لإنهاء ثلاثة دورات "عجاف" غاب عنها الفراعنة، وحلّ "السودان" في المجموعة التاسعة رفقة كوت ديفوار – سيراليون والغابون، في حين لم ترحم القرعة موريطانيا التي ستجابه الكاميرون – جنوب إفريقيا وغامبيا في المجموعة الثالثة عشر. المجموعات كاملة: المجموعة الأولى: تونس، توجو، ليبيريا، جيبوتي المجموعة الثانية: الكونغو الديمقراطية، أنجولا، مدغشقر، أفريقيا الوسطى المجموعة الثالثة : مالي، غينيا الاستوائية، بينين، جنوب السودان المجموعة الرابعة: بوركينا فاسو، أوغندا، بوتسوانا، جزر القمر المجموعة الخامسة: زامبيا، الكونجو، كينيا، غينيا بيساو المجموعة السادسة: كاب فيردي، المغرب، ليبيا، ساوتومي المجموعة السابعة: نيجيريا، مصر، تانزانيا، تشاد المجموعة الثامنة: غانا، موزامبيق، رواندا، موريشيوس المجموعة التاسعة: كوت دي فوار، السودان، سيراليون، الجابون المجموعة العاشرة: الجزائر، إثيوبيا، ليسوتو، سيشيل المجموعة الحادية عشر: السنغال، النيجر، ناميبيا، بورندي المجموعة الثانية عشر: غينيا، مالاوي، زيمبابوي، سوازيلاند المجموعة الثالثة عشر: الكاميرون، جنوب أفريقيا، غامبيا، موريتانيا الجمهور حرم من متابعة القرعة كان من المفترض أن تقوم قناة "بي إين سبورت" القطرية، بنقل مراسيم نقل قرعة كأس إفريقيا 2017وأيضا إعلان البلد الذي سينظم الدورة المقبلة من المنافسة، غير أن الإتحاد الإفريقي فاجئ القناة القطرية وأكد انه لن يمكن لهذه القناة نقل مراسيم الحفل، وهوما أثار غضب الكثير خاصة أن العديد من محبي المنافسة الإفريقية يريدون التعرف على المجموعة التي سيتواجدون فيها خلال التصفيات.