بلغت نسبة تقدم الأشغال المتعلقة بالمنشآت الفنية الكبرى لجامع الجزائر 54 % حسب وزير السكن والعمران عبد المجيد تبون الذي جدد الاتزام بتسليم المشروع في سبتمبر 2016. وأبدى تبون -خلال زيارة تفقدية لمشروع الجامع الواقع بالمحمدية (شرق العاصمة) رفقة وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى- رضاه عن وتيرة الانجاز التي تعرف "تطورا ملحوظا من شهر لآخر حيث انتقلت في غضون أشهر من حوالي 18% الى 54% حاليا". وكان مشروع جامع الجزائر الذي أطلق مطلع 2012 شهد تأخرا في الانجاز يعادل السنة والنصف بسبب عدة مشاكل منها ما هو متعلق بالصفقات ومنها ما تعلق بالتنسيق بين مكتب الدراسات الألماني "أنغل وزيمرمان" الذي قام بتصميم المشروع وشركة الانجاز الصينية "سي اس سي أوسي". وكان لتعزيز اليد العاملة لاسيما التقنية دور هام في ارتفاع وتيرة الأشغال بعد أن انتقل عددها من قرابة 1000 مطلع جانفي إلى 1600 عامل شهر مارس المنصرم. من جانبه اعتبر وزير الشؤون الدينية أن هذا المشروع يعد مرفقا دينيا متميزا في تاريخ الجزائر المستقلة والعالم الاسلامي مستحسنا هو الاخر سير وتيرة الانجاز وفق الخطة التي رسمها الطاقم المشرف. وأفاد في سياق ذي صلة أن لجنة مشتركة (مكونة من وزارة الشؤون الدينية ووزارة السكن) ستجتمع نهاية الأسبوع المقبل لاختيار الايات القرآنية والأحاديث والزخرفة التي ستزين المسجد في احترام تام لتوجيهات رئيس الجمهورية الذي يطلب ان يكون لهذا المرفق طابع مغاربي مستمد من الثقافة العربية-الاندلسية. وأضاف ان دائرته الوزارية شرعت في تحضير الطاقم الديني الذي سيؤطر هذا الجامع المرجعي من مؤذن الى القيمين والأئمة. يذكر أن جامع الجزائر الذي يتربع على أكثر من 20 هكتارا يتكون من قاعة للصلاة بمساحة 20 ألف متر مربع وساحة ومنارة ارتفاعها 270 م ومكتبة ومركز ثقافي ودار القرآن فضلا عن حدائق ومرآب ومبان للإدارة والحماية المدنية والأمن وفضاءات للإطعام. ويسعى المشرفون على هذا المعلم الديني الى جعله قطبا جذابا من النواحي الدينية والثقافية والعلمية يجمع بين الأصالة والمعاصرة لاسيما من خلال نمطه الهندسي المتميز.