شهدت خيمة هلتون التي تحتضن على مدار يومين المؤتمر التأسيسي الأول لحزب "طلائع الحريات"، ولادة نسخة طبق الأصل عن الأفلان، وتجلى الشبه الكبير بين الحزبين في الشكل حد التطابق، في انتظار نشاط الحزب الفتي الذي يراهن مؤسسه علي بن فليس، على أن يكون مستعدا لمواجهة التحدي والوقوف في وجه النظام، ولن يقدم الولاء والطاعة إلا للشعب. ويبدو "طلائع الحريات" نسخة من الحزب العتيد الذي خرج علي بن فليس من عباءته، من خلال انتخاب لجنة مركزية مكونة من 280 إلى 380 عضو، و مكتب سياسي مكون من 22 عضو، في حين سيتم إقتراح لجنة الشباب المكونة من 100عضو ، من طرف رئيس الحزب، كما سيتم الفصل بين مهام رئيس طلائع الحريات، والأمين العام للمكتب السياسي، الذي سيكلف بالتنسيق. وسيناقش المؤتمر على مدار يومين، ثمانية لوائح، تتعلق بإشكاليات ومفارقات رئيسة تواجهها الجزائر، وسيتم ، إجراء معاينة و اقتراح تصور ومسار و صياغة حلول عقلانية واقعية ممكنة التطبيق، كما سيعلن الحزب عن موقفه اتجاه عديد المسائل التي تشغل الساحة الوطنية. واكتضت خيمة هلتون منذ الساعات الأولى من صباح أمس بالمندوبين و الضيوف الذين وجهت لهم دعوات، من بينهم رؤساء حكومات سابقين، "عبد السلام بلعيد، مقداد سيفي، وأحمد بن بيتور"، ووزراء سابقون، وغاب مجاهدون وجهت لهم الدعوة وهم عثمان بلوزداد، جميلة بوحيرد، وعلال الثعالبي، كما حضر رؤساء وأعضاء أحزاب سياسية من تنسيقية الإنتقال الديمقراطي وقطب قوى التغيير، وشخصيات عسكرية متقاعدة. وقال بن فليس في كلمة الافتتاح، إن إنشاء حزب في هذه الظروف السياسية، لن يكون له معنى، إن كان الهدف منه التمتع بإنشاء حزب، لأن الممارسة السياسية ليست متعة، و ليست وظيفة لمن لا وظيفة له، و لا نشاط عبثي، بل هو إذن القبول برفع التحدي و مواجهة المحن، و وصف بن فليس النظام الحالي بالمفروض على الشعب و قال أن " فكرة التعددية السياسية لم تترسخ بعد في الذهنيات و في الثقافة و في الممارسات السياسية التي يتميز بها النظام السياسي المفروض على بلدنا".