طالب سياسيون، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أن يتدخل شخصيا لإطفاء اللهيب الذي اشتعل في غرداية، وسالت بسببه دماء وسقط ضحايا، وحملوا الحكومة تعفن الأوضاع في المنطقة، بعد أن فقدت السلطات الأمنية سيطرتها على الأمن، وأصبحت غرداية تعيش وضعا غامضا. ناشد النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي قارة عمر بكير، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، كي يتدخل لوضع حد للصراع القائم في غرداية، وقال إن السلطات الأمنية فقدت سيطرتها على الأمن في المنطقة التي تشهد فوضى عارمة. وقال المتحدث في تصريح ل " الجزائر الجديدة " ، لاحظنا ظهور انحرافات خطيرة من قبل بعض الأطراف المعروفة وغيرالمعروفة "، وأوضح أن السيناريو الذي عاشته غرداية خلال 2014، أعاد نفسه في المنطقة خلال الأيام الأخيرة الفارطة، وقد "أكدت سابقا أن هناك أطرافا تناور في جنح الظلام ، مستعملة غطاء تنظيمات تدعي حماية حقوق الإنسان، هدفها الوحيد ضرب استقرار الجزائر والمساس بسيادتها الوطنية". ودعا المتحدث، السلطات لوضع حد للفوضى التي عمت في المنطقة منذ سنة 2013. بن فليس: على بوتفليقة التدخل شخصيا من جهته، قال رئيس حزب طلائع الحريات على بن فليس، إن منطقة غرداية تشهد تطورات مأساوية خطيرة ومحزنة للأمة كلها، وقال إن الدم الذي يسيل في غرداية هو نزيف حقيقي في جسم كل الأمة. وندد المتحدث بلامبالاة وتماطل السلطات، التي "لم تستجب" لنداء الاستغاثة في المنطقة، وقال إنه كان من المفروض أن تولى عناية خاصة لأزمة بمثل هذه الخطورة من طرف أعلى رأس السلطة. وأكد علي بن فليس، أن الأزمة في غرداية ليست مجرد صراعات عابرة بين طائفتين أو مجرد عمليات للحفاظ على الأمن، إنما أخذت طابعا سياسيا ويجب أن يكون الحل سياسيا. مقري: السلطة تتحمل مسؤولية تعفن الأوضاع في غرداية ناشد رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، السلطات الرسمية، لتتدخل من أجل إيقاف فتنة غرداية بعد تطور الأحداث بالمنطقة والتي أدت إلى سقوط عدد من الضحايا في ظرف قصير . واعتبر عبد الرزاق مقري ما يحدث في المنطقة، أمرا خطيرا للغاية، وقال لقد بلغت الفتنة في القرارة وبعض المناطق الأخرى، مستوى ينذر بعواقب وخيمة على سلامة المواطنين وعلى وحدة البلد برمته. وأبدى مقري استغرابه لعدم تدخل السلطة والأجهزة الأمنية، رغم استمرار الاقتتال لساعات طويلة بين الجزائريين وهو أمر غير "مستساغ"، وقال إن المسؤولية ملقاة بالدرجة الأولى على السلطات العمومية التي يجب أن تسعى بجدية لحل المشكلة وأن تتواضع لكل من يستطيع أن يقدم يد العون من سكان المنطقة وأن تسمع للجميع بعدل وإنصاف، والحركة مستعدة لتقديم يد العون لما تملكه من رصيد قديم ومصداقية عند الطرفين. حنون: الحل الأمني لا يكفي لإنهاء أزمة غرداية ومن جهتها، دعت رئيسة حزب العمال لويزة حنون، الحكومة إلى تغيير طريقتها في معالجة الوضع القائم بمنطقة غرداية، وقالت أمس خلال افتتاحها لاجتماع لجنة الفلاحة لحزب العمال، إنه لا يمكن الحديث عن حل أمني فقط، نظرا لتشعب أبعاد الأزمة التي تمر بها هذه المنطقة، وأضافت تقول إن اتباع الحكومة لسياسة رفع تعداد الهيئات النظامية من قوات الأمن والدرك بغية التحكم بالوضع، أمر لا يكفي لحل مثل هذه المشاكل والأزمات الخطيرة. النهضة تطالب السلطة بتحمل مسؤوليتها الكاملة في غرداية وقالت حركة النهضة، في بيان لها أمس، إنها تتابع بقلق كبيير التطورات الخطيرة والمؤلمة بولاية غرداية، والتي أدت إلى سقوط أرواح بريئة، ناهيك عن العشرات من الجرحى وتخريب الممتلكات. وأدانت النهضة بشدة، العمليات المؤلمة التي راح ضحيتها مواطنون عزل في شهر رمضان ، ودعت السلطة لتحمل مسؤولياتها الكاملة تجاه الأوضاع ومنع الانزلاق إلى ما هو أخطر على أمن واستقرار البلاد، ووحدة النسيج الاجتماعي الجزائري. وأضاف البيان، أن تجدد عمليات القتل بعد أكثر من سنتين دون إيجاد حلول جدية تعيد الهدوء والسكينة إلى منطقة غرداية، لدليل على فشل في السياسات المنتهجة لمعالجة الأزمة، مما يستدعي المراجعة الكلية لهذه السياسات والإجراءات. رابطة حقوق الإنسان: حماية الأشخاص في غرداية لم تعد مضمونة ومن جهتها، أبدت رابطة حقوق الإنسان، قلقها إزاء تجدد العنف بمنطقة غرداية وقالت الرابطة في بيان تحوز " الجزائر الجديدة " على نسخة منه، إنه " رغم التواجد الكثيف لقوات الأمن في المنطقة، إلا أن حماية الأشخاص والممتلكات لم تعد مضمونة"، وحملت الرابطة السلطات مسؤولية تدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة، مذكرة أن حماية الممتلكات والأشخاص مسؤولية الدولة التي يتوجب عليها العمل بدون هوادة و توفير كل الإمكانيات من أجل ضمان هذه الحماية في إطار مبادئ حقوق الإنسان.