أبرزت أحزاب سياسية ومنظمات جماهيرية ومشايخ أمس في ردودها حول ما يجري من أعمال تخريب وقتل بين سكان ولاية غرداية مواقف متطابقة فيما بينها تدعو إلى إطفاء نار الفتنة وإسراع السلطات العليا في البلاد إلى التدخل لإيجاد حلول سياسية واجتماعية وأمنية لمواطني الولاية بن فليس يبدي عميق قلقه إزاء تجدد وتوسع عمليات التخريب والقتل أكد رئيس حزب طلائع الحريات قيد التأسيس “علي بن فليس” أن منطقة غرداية تعرف تطورات مأساوية في هذه الظروف المؤلمة بشكل خاص . معربا في هذا الصدد عن عميق قلقه إزاء تجدد وتوسع المواجهات والعنف من تخريب وقتل في ولاية غرداية . مؤكدا في بيان له أن المأساة الوطنية التي تعيشها غرداية هي جرح مفتوح على جسد الأمة، وبالتالي فإن الدم المتدفق هو نزيف في الجسم من كامل الأمة. مشيرا بأن ما شهدته منطقة غرداية هي نتيجة مباشرة لأكثر من عامين من التراخي، من تأخير و السلطة السياسية من الارتجال الذي يعتقد أبدا واجبا لإعطاء هذا المجال بالاهتمام الذي تستحقه أو الاستجابة الفورية لنداءات الاستغاثة به. معتقدا أن المأساة الحقيقية هي الوضع الوطني في غرداية بسبب فراغ السلطة وعدم شرعية المؤسسات وافتقارها للمصداقية وخسارة الثقة من مواطني المنطقة. سفيان جيلالي: “السلطة مسؤولة عن هذه الدراما” حمل سفيان جيلالي رئيس حزب “جيل جديد” السلطة مسؤولية الحصيلة الدموية التي أسفرت عنها أحداث غرداية، حيث قال: “إنها مأساة حقيقية كان يمكن التنبؤ بها منذ فترة طويلة، لكن التقاعس وعدم كفاءة وشرعية هذه السلطة تسبب في حدوث هذه الدراما، هذه هي الوعود الكاذبة لسلال الذي وعد بعلاج هذه المشكلة أثناء الحملة الانتخابية، ومن بين الأسباب أيضا هو غياب رئيس الجمهورية الذي ينبغي أن يكون على الفور في عين المكان لإجراء محادثات مع الناس، ولكن بوتفليقة يعتني بصورته وحالته الصحية ونسي أن البلاد تغرق في أزمة”. بن خلاف: “ما يحدث في غرداية مهزلة” اعتبر لخضر بن خلاف النائب عن جبهة العدالة والتنمية أن ما يحدث في غرداية من مواجهات وإراقة للدماء مهزلة، حيث قال: “إنها مهزلة في ظل غياب السلطة التي لم تتمكن من الوفاء بوعودها، لقد ذهب سلال إلى هناك أثناء الحملة الانتخابية ووعد بإيجاد حل نهائي للمشكل ولكن للأسف لم يحدث هذا الأمر، نحن ندين ما يحدث في غرداية ونطالب الحكومة بالتدخل لتسوية نهائية لهذه المشكلة التي استمرت لفترة طويلة جدا”. النهضة ترى تطور الأحداث باستعمال الأسلحة النارية شيئا خطيرا أكدت حركة النهضة إنها تتابع “بقلق كبير التطورات الخطيرة والمؤلمة بولاية غرداية والتي أدت إلى سقوط أرواح بريئة وعشرات من الجرحى وتخريب الممتلكات.وصفت الحركة في بيان لها ما يجري بأنها “أحداث من القتل والتنكيل بين الجزائريين تحدث عشية شهر رمضان المبارك شهر الرحمة والغفران وهو ما يطرح تساؤلات كبيرة عن طبيعة هذه الأحداث ومن يقوم بها، خصوصا مع تطور الأحداث باستعمال الأسلحة النارية وهو ما يتعارض مع طبيعة سكان المنطقة المسالمين”. وترى الحركة بأن تجدد عمليات القتل بعد أكثر من سنتين دون إيجاد حلول جدية تعيد الهدوء والسكينة إلى منطقة غرداية هو “دليل فشل في السياسات المنتهجة لمعالجة الأزمة مما يستدعي المراجعة الكلية لهذه السياسات والإجراءات”. كما وجهت حركة النهضة دعوة إلى “الطبقة السياسية الجادة وعلماء الأمة وأعيان المنطقة والمجتمع المدني للتدخل والمساهمة لإيجاد حل للمنطقة، يعيد لها أمنها واستقرارها ويوقف هذا النزيف”. حمس تطالب السلطة بوقف العنف وتدعو إلى التهدئة قال “عبد الرزاق مقري” رئيس حركة مجتمع السلم أن ما يحدث في ولاية غرداية هذه الأيام أمر خطير للغاية، ولقد بلغت الفتنة في القرارة وبعض المناطق الأخرى مستوى ينذر بعواقب وخيمة على سلامة المواطنين وعلى وحدة البلد برمته، إن غياب السلطة في هذه المنطقة العزيزة من وطننا أمر غير مفهوم، كما أن بقاء الاقتتال لساعات طويلة بين الجزائريين دون تدخل من الأجهزة الأمنية أمر غير مستساغ. لقد وصلتنا نداءات استغاثة كثيرة من سكان المنطقة منذ الساعات الأولى، كما أخبرنا ممثلو الحركة في الولاية عن حالات خوف وهلع غير مسبوقة بين السكان. كما دعا مقري في بيان له نشر على صفحته الرسمية على الفيسبوك أمس السلطات الرسمية في البلاد إلى القيام بواجبها لوقف الاقتتال في ولاية غرداية والعمل على إنهائها كلية لوحدها أو بالتعاون مع كل من يستطيع أن يقدم شيئا للمساعدة، قطب التغيير يرجع فشل حل هذه الأزمة يعود بالأساس لشغور السلطة سجل بيان قوى التغيير بقلق شديد التدهور والانزلاقات الخطيرة التي تشهدها حاليا كل من غرداية والقرارة وبريان و التي أدت إلى سقوط العديد من الضحايا و إصابة العشرات بجروح. ويعتبر القطب بأن الفشل في حل مثل هذه الأزمات يعود بالأساس لشغور السلطة وانعدام شرعية المؤسسات ولعقم الحلول المقترحة في غياب خطة ناجعة لمواجهة الأزمات. ويؤكد القطب بأن الحل الصائب لمثل هذه الأزمات التي تهدد أمن الأمة الجزائرية واستقرارها وكيانها يكمن في عودة السيادة للشعب ورد الاعتبار للمواطنة. إن تردي الأوضاع الاجتماعية والأمنية يؤكد مرة أخرى صواب البديل الذي ما فتئت تطرحه المعارضة الوطنية والمعبر عن تطلعات ملايين المواطنين نحو الخروج من الأزمة المتعددة الأشكال والسير بالجزائر نحو انتقال ديمقراطي حقيقي سلمي، سلس، تفاوضي وتوافقي؛ وهو البديل الذي ما انفكت تتجاهله وتحاربه السلطة بمحاولة فرض ما تسميه بالخطوط الحمراء والتضييق على الحريات والغلق الكامل لوسائل الإعلام العمومية في وجه أحزاب المعارضة. وأمام هذا الوضع المأساوي يتقدم أعضاء القطب بخالص تعازيهم لأسر الضحايا كما يعبرون عن تضامنهم ومؤازرتهم لها مؤكدين وقوفهم إلى جانب كل الفئات المتضررة من هذه الأحداث. الشيخ “جلول حجيمي” يدعو إلى التفطن للمؤامرة التي تحاك ضد الجزائر دعا رئيس التنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية “جلول حجيمي” أمس الجميع في غرداية إلى التفطن لما يحاك من مؤامرة في حق الجزائر باستهداف الصحراء . “حجيمي” وفي رده على ما يجري في ولاية غرداية من تجدد عمليات القتل والتخريب في أحد الحصص التلفزيونية أكد أن ما يجري في غرداية فتنة ودور العلماء والمفكرين والسياسيين وكل المسؤولين في البلاد يكمن في إطفاء نهار هذه الفتنة التي قد تأكل الأخضر واليابس على حد قوله مشيرا إلى ضرورة إطفاء هذه الفتنة المشتعلة بين الإخوة الاباضيين والميزابيين والذين كلهم مسلمون وحرام التفرقة بينهما . مشيرا إلى أن تكلم أمس مع عدد من المحتجين أمام دار الصحافة خلال تنظيم وقفة سلمية تدعوا إلى وقف الاقتتال بين الإخوة في غرادية ودعاهم إلى التفطن إلى ما يحاك ضد الجزائر من دسائس تهدف إلى زعزعة استقرار أمن البلاد والعباد والبحث حسبه ينصب حاليا على وقف كل أعمال التخريب والقتل تم بعدها البحث عن الأسباب التي أدت مجددا إلى اندلاع هذه الأحداث المأساوية. حنون تدعو الحكومة لإعادة النظر في التعامل مع ملف غرداية دعت رئيسة حزب العمال لويزة حنون أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة الحكومة إلى تغيير طريقة معالجتها للوضع القائم بمنطقة غرداية خاصة في ظل “تزايد وتيرة العنف” مع بداية هذا الشهر.وخلال افتتاحها لاجتماع لجنة الفلاحة لحزب العمال, أكدت السيدة حنون على الضرورة “الملحة” للتحرك العاجل للحكومة من أجل “وضع حد للانزلاقات الخطيرة” بغرداية و التي أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 22 شخصا منذ تجدد الاشتباكات مطلع الشهر الجاري و ذلك من خلال “نزولها إلى الميدان”.ولفتت السيدة حنون إلى أنه لا يمكن الحديث عن حل أمني فقط نظرا لتشعب أبعاد الأزمة التي تمر بها هذه المنطقة من الوطن, مضيفة بأن اتباع الحكومة لسياسة رفع تعداد الهيئات النظامية من قوات الأمن و الدرك بغية التحكم بالوضع يظل “غير كاف”.وقالت بهذا الخصوص “هذه السياسة أبانت عن محدوديتها خاصة مع أخذ وتيرة العنف بغرداية منحنى تصاعدي”, لتدعو سكان غرداية إلى “تحكيم لغة العقل” من أجل تجاوز الأزمة. المكلف بالإعلام برابطة حقوق الإنسان يؤكد: الحوار و التفاوض أفضل سبيل لحقن الدماء في غرداية استنكر هواري قدور الأمين الوطني المكلف بالملفات المختصة للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان تماطل الحكومة في حل مشكلة غرداية، بعد ارتفع عدد القتلى إلى أكثر من 22 ضحية ،داعيا إلى ضرورة الإسراع في وضع حد لهذه الفتنة الطائفية المفتعلة على حد تعبيره والتي تعتبر دخيلة على تقاليد الشعب الجزائري المسلم ، مؤكدا أنه لابد على السلطة التدخل لإخماد نار الفتنة بالعمل على كشف من يعمل على إشعال الوضع وتأجيجه بين أبناء المنطقة و جعل الحوار و طاولة التفاوض الطريق الأوحد لتهدئة النفوس و ترسيخ ثقافة التسامح و التعايش التي تعتبر من عماد ديننا الحنيف . ومن جهته الأمين الوطني المكلف بالملفات المختصة للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان دعا شباب الولاية إلى التحلي بمزيد من اليقظة والحكمة وأن يدركوا بأن الفتن لا تعطيهم ورودا ولا أحلاما وردية، أو حلولا لمشاكلهم، بل تزيد من معاناتهم وهمومهم و واصفا الطائفية بالفتنة التي تضرب المنطقة وتهدد مستقبل أولادها . وإلى جانب ذلك دعا هواري قدور كل العلماء وأعيان الإباضية وأعيان المالكية إلى التفاهم والحوار، والتمسك أكثر من أي وقت مضى ، إلى حين تجاوز الفتنة الحاصلة وتسوية الخلاف وتقريب وجهات النظر .مؤكدا في الأخير على ضرورة تنصيب لجنة من العقلاء من الطرفين بالتنسيق مع وزارة الداخلية من أجل إيجاد الحلول المناسبة و التي يكون أساسها وقف العنف و حقن الدماء كشرط أولي و بحث سبب المشاكل التي لحد ألان تبقى غير واضحة و التي لا يمكن ان تكون طائفية لان الفئتين تتعايشان منذ عقود طويلة في ظل الإخاء و المودة بوسعادة فتيحة