اتفق أعضاء هيئة التشاور والمتابعة لتنسيقية الانتقال الديمقراطي على عقد اللقاء المقبل بمقر حزب جبهة العدالة والتنمية الذي يترأسه عبد الله جاب الله حسبما كشف عنه القيادي في حزب الجيل الجديد اسماعيل سعيداني في تصريح ل"الجزائر الجديدة"، مشيرا إلى أن هذا اللقاء سيعقد بداية أوت وفي حالة حدوث اي طارئ سيتم تغيير مكان انعقاد الاجتماع المقبل، بالنظر إلى الموقف الذي إتخذته جبهة العدالة والتنمية التي هددت بالانسحاب من تنسيقية الانتقال الديمقراطي، بسبب لقاء مقري بمدير ديوان رئاسة الجمهورية، أحمد اويحي. وعاد المتحدث للحديث عن مجريات الاجتماع الذي انعقد الأسبوع الفارط، قائلا إن سفيان جيلالي استدعى كل قادة الانتقال الديمقراطي في محاولة منه لتلطيف الأجواء، بعد الهزة التي ضربت التنسيقية عقب لقاء مقري بأويحي، مشيرا إلى أن كل قادة التنسيقية لبوا الدعوة إلا عبد الله جاب الله الذي حضر عمار خبابة ممثلا عنه في الاجتماع، مشيرا إلى أن القادة استمعوا إلى وجهة نظر مقري الذي أكد لهم فيها أن اللقاء الذي انعقد يدخل في إطار مشاورات أطلقتها حركة مجتمع السلم في وقت سابق ولا علاقة له بالتنسيقية. وقال اسماعيل سعيداني هناك نقطتين أساسيتين أثارتا غضب القادة، أولهما انفرادية مقري بالقرار، والنقطة الثانية -يقول المتحدث- إن القادة غضبوا بسبب عدم استقبال الرئيس عبد بوتفليقة لمقري شخصيا، رغم أنه استقبل في وقت سابق -على حد قوله- رئيس حزب تونسي. واشترط قادة الانتقال الديمقراطي على مقري أن يبلغهم بأي خطوة يقدم عليها مع السلطة مستقبلا، حتى وإن كانت تخص حركة مجتمع السلم. وعن رده قال اسماعيل سعيداني إن مقري تحفظ في رده، واكتفى بالقول "إن هذا الشرط لا يلزمنا، في البداية اتفقنا على أن كل حزب حر في قراراته ومواقفه، ومع ذلك فسنسعى جاهدين لإبلاغكم". وعن موقف قادة التنسيقية من هذا الرد، قال القيادي في الجيل الجديد إن كل القادة أعربوا عن رضاهم إلا ممثل جبهة العدالة والتنمية الذي هدد علنا بالانسحاب من التنسيقية وتحفظ بخصوص خطوة مقري رغم إلحاح القادة على ضرورة لملمة الأوضاع، وطالبوه بعدم استعمال هذا المشكل القائم كحجة للتذرع بها من أجل إنشاء التحالف الذي يضم الأحزاب الإسلامية فقط، وحسب معطيات "الجزائر الجديدة " فإن أحزابا منضوية تحت لواء التنسيقية تفكر في الانسحاب وتأسيس قطب موسع يضم الأحزاب الإسلامية. وذكرت المصادر إن الفكرة كانت من اقتراح رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله الذي لم يكن راضيا إطلاقا على عمل التنسيقية، وكانت القطرة التي أفاضت الكأس لقاء مقري بأويحي الذي أثار غضب قيادي الجبهة. وعادت مصادرنا للحديث عن هذا التكتل، وقالت إن الفكرة ليست وليدة اليوم، بل سبق وأن طرحت على بعض الأحزاب الإسلامية، وكان يفكر جاب الله في الانسحاب من التنسيقية شهر فيفري الفارط، نظرا للخلافات التي كانت بينه وبين عبد الرزاق مقري بسبب رغبة كل طرف في أن يكون المسؤول الأول على التنسيقية التي تعرضت لأول تصدع بداية سنة 2015.