يقود حاليا حزب جيل جديد، ورئيسه جيلالي سفيان، مبادرة للوساطة بين حركة مجتمع السلم، ورئيسها عبد الرزاق مقري، وبعض قيادات التنسيقية من أجل الانتقال الديمقراطي، وهيئة التشاور والمتابعة للمعارضة، وذلك للحد من تداعيات لقاء "حمس" بأحمد أويحيى، مدير ديوان رئيس الجمهورية. ويجري رئيس حزب جيل جديد جيلالي سفيان، حاليا اتصالات مكثفة مع مختلف الأطراف المشكلة للتنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي، والمنضوية أيضا تحت لواء هيئة التشاور والمتابعة للمعارضة، لدراسة مستجدات وتداعيات لقاء وفد حركة مجتمع السلم بمدير ديوان رئيس الجمهورية، أحمد أويحيى، للتخفيف من حدة هذه التداعيات وما انجر عنها من تشنج بين بعض الفعاليات داخل بين التنسيقية والمعارضة. ولتفادي تطور الخلاف الذي قد يعصف بالمعارضة، يعمل حاليا جيل جديد على إجراء اتصالات ثنائية وثلاثية، في محاولة منه لترطيب الأجواء، قبل لقاء هيئة التشاور المرتقب أن يكون يوم 9 أوت المقبل ببيت حزب جبهة العدالة والتنمية الذي يقوده الشيخ عبد الله جاب الله، وهو المعروف عنه الحساسية تجاه تصريحات عبد الرزاق مقري، مع العلم أنها ليست المرة الأولى التي تعرف العلاقة بين الدكتور والشيخ توترا، فقد كان آخرها شهر فيفري من السنة الجارية. وبخصوص موقف التنسيقية من لقاء وفد حمس بأحمد أويحي، أكدت مصادر من داخلها ل"البلاد" أن "حركة حمس حرة ولكن شعرنا باستخفاف في لقائها بأويحي، حيث لم نكن نعلم بهذا اللقاء"، ويضيف المصدر أن هيئة التشاور والمتابعة للمعارضة في اجتماعها الأخير "استمعت لعبد الرزاق مقري"، وذكر المتحدث أن التنسيقية سبق لها وأن اتفقت على أن "يكون الحوار مع السلطة جماعيا وليس انفراديا ويكون مع رئيس الجمهورية تحديدا"، وهي الأمور التي يكون مقري لم يلتزم بها وأثارت حفيظة بعض أعضاء التنسيقية والهيئة. وزادت علاقة بعض الأطراف بحمس تدهورا، خاصة مع جبهة العدالة والتنمية، بعد الذي كتبه مقري عبر الفايسبوك، معلقا على لقاء سابق للقيادي في العدالة والتنمية، حسن عريبي، الذي سبق له وأن التقى بالوزير الأول عبد المالك سلال، ليرد عليه القيادي والنائب لخضر بن خلاف، وهو ما يوحي بدرجة التوتر بين الحزبين. مع العلم أنها ليست المرة الأولى التي تعرف العلاقة بين حركة مجتمع السلم وجبهة العدالة والتنمية تدهورا، كان آخرها شهر فيفري الماضي، على خلفية تصريحات أدلى بها مقري في حق جاب الله، ما جعل رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية يقود وساطة بين الرجلين. ولم تستبعد مصادرنا أن يتم عقد لقاء في القريب العاجل بين أعضاء من التنسيقية وهيئة التشاور من جهة، وحركة مجتمع السلم من جهة أخرى لتخفيف حدة التوتر وتقريب الأطراف لبعضها البعض، مخافة تطور الأمور لما لا يحمد عقباه، خاصة وأن اللقاء القادم سيكون عند رئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله.