أعفت قيادة الناحية الجهوية الخامسة للدرك الوطني 13 مليون مواطن يقطن شرق البلاد من تبعات ارتكابهم لمخالفات مرورية، بعدما رفعتها عنهم طيلة ثلاثة أيام موازاة مع انطلاق الأيام التحسيسية المنظمة من أجل الحد من حوادث المرور المميتة، حيث بادرت القيادة بالتظاهرة سعيا منها لتحسيس المواطنين بخطورة عدم تطبيق القوانين، داعية إياهم بالمشاركة في الحد من إرهاب الطرقات الذي أضحى يحصد مئات الأرواح دون سابق إنذار. أشرف أول أمس، قائد الدرك اللواء " أحمد بوسطيلة " بدار الثقافة مالك حداد، بحضور القائد الجهوي للدرك الوطني وممثل الناحية العسكرية وولاة الشرق إلى جانب السلطات المحلية والعسكرية، على فعاليات الطبعة السابعة للأبواب المفتوحة على الدرك الوطني، للتعريف بمختلف مهام هذه المؤسسة العسكرية، وآخر التقنيات والوسائل الحديثة الذي يعتمد عليها سلاح الدرك الوطني، في مكافحة أشكال الجريمة وكشف ملابسات عمليات تزوير العملات النقدية والوثائق الرسمية، والبصمات، كما تعتبر هذه الأبواب المفتوحة التي تنظمها كل سنة هذه المؤسسة مناسبة للتقرب أكثر من المواطن الجزائري، من جهة والتحسيس والتعريف بالإجراءات التي يتضمنها قانون المرور الجديد من جهة ثانية. في سياق ذي صلة قال العقيد علي توراش، في الكلمة التي ألقاها بالمناسبة أن مؤسسة الدرك الوطني ليست اقتباسا غربيا وإنما هي استمرار وامتدادلظاهرة حضارية تضرب إلى عمق التاريخ الإسلامي وهي قوة أمنية تحكمها القوانين والمهام العسكرية، مشيرا إلى أن مسيرة مؤسسة الدرك الوطني تتماشى وفق برنامج تنموي وتطويري، خاصة وأنها تعمل على الاستثمار في الطاقات البشرية، كماأن جهاز الدرك الوطني مفخرة وطنية خاصة في مكافحة كل أنواع الجرائم المختلفة ومنبينها الجريمة المنظمة التي استفحلت في الأعوام القليلة الأخيرة. وأكد ذات المتحدث على دور الجهاز في تجسيد سياسة الانفتاح، بتوطيد العلاقة بين المواطن وأعوان الدرك الوطني ضمن أهدافه النبيلة في ضمان استمرارية استراتيجية التطور والعصرنة لدخول الاحترافية مع الألفية الثالثة، ببرامج طموحة تعتمد بالأساس على ترقية الفرد باعتباره رأس مال المؤسسة، بالاعتماد على الكفاءات العلمية، توسيع التغطية الأمنية من خلال مخطط يشمل بناء مقرات جديدة، تحديث الوسائل واستغلال التكنولوجيات الحديثة، مشيرا بذلك إلى الدور الذي اصبحت تلعبه مصالح الدرك للحد من ظاهرة حوادث المرور التي شهدت نسب جد مرتفعة طيلة الثمانية سنوات الماضية إلى 40 بالمائة حاليا. وأشار المتحدث إلى أن هذه الأخيرة استفحلت في الآونة الأخيرة بالمجتمع الجزائري ومست مختلف الشرائح خصوصا منها فئة الشباب، حيث تم تسجيل على مستوي ولايات شرق البلاد خلال الخمس الاشهر الماضية 2247 فيما وصل معدل عدد الضاحايا اليومي قتيلين و27 جريح، اما نسبة الانخفاض مقارنة مع السنة الماضية من نفس الفترة فوصلت إلى ثمانية بالمائة أي انخفاض ب 28 حادث مميت و22بالمائة من الجرحي أي مايعادل 1157 حادث. من جهة اخرى شهدت هذه الأبواب المفتوحة تنظيم ورشات والقيام بتمارين تطبيقية وعروض مختلفة نشطتها المفرزة الخاصة للتدخل، فصائل الامن والتدخل، فصائل التدخل والشل إلى جانب الفرق السينوتقنية المدعمة بالكلاب البوليسية المدربة للكشف عن المتفجرات والمخدرات، إلى جانب القيام باستعراضات في الرياضات العسكرية القتالية وغيرها من مهام رجال الدرك في مجال أمن الطرقات والإنقاذ بواسطة الطائرات المروحية. وفي إطار الحد من حوادث المرور اقحمت القيادة الجهوية الخامسة، ما يقارب 19 ألف دركي، 3367 مركبة عسكرية، مروحيتين، 91 ثنائي سينوتقني، 1800 حاجز، و1700 دورية، بالإضافة إلى توزيع الملصقات، واعتبر العقيد توراش كل هذه الإمكانيات المسخرة جاءت قصد تجسيد شعار هذه الأبواب المفتوحة التي أرادت من خلالها عناصر الدرك الوطني تحقيق نتائجا إيجابية بتقليص عدد حوادث المرور أو القضاء عليها على الأقل على مدار الأيام الثلاثة لهذه التظاهرة. جديربالذكر، أن أروقة دار الثقافة بقسنطينة عرفت اقبالا كبيرا للمواطنين الذين توافدوا عليها منذ الانطلاقة بغية التعرف عن قرب على شتىالوسائل والتقنيات المتطورة التي استحدثتها مؤسسة الدرك الوطني، خصوصا وأن التظاهرة شملت إقامة معارض تعكس نشاط وحدات المجموعة الولائية للدرك الوطني واستعراضا قتاليا لأفراد وحدات التدخل الذين تفننوا في عرض مختلف المناورات التي من شأنها الحد من الجريمة والتصدي لكل ما يؤثر على الأمن العمومي.