قال محمد بلعبدي المدير العام للديوان المهني للحبوب إن إنتاج الجزائر من الحبوب بلغ أربعة ملايين طن في موسم حصاد 2015 بزيادة قدرها 14.3 في المئة عن العام الماضي. وإتخذت الجزائر -أحد أكبر البلدان المستوردة للقمح في العالم- إجراءات لزيادة الإنتاج من بينها تعزيز المخزون ومنح حوافز للمزارعين لاستخدام المزيد من الأسمدة والبذور المعتمدة. وارتفعت واردات الجزائر من الحبوب 13.9 بالمئة في السبعة أشهر الأولى من 2015 عن العام الماضي في أعقاب محصول ضعيف في الموسم السابق. وقال بلعبدي متحدثا عن محصول موسم 2015 إن الإنتاج بلغ 40 مليون قنطار من القمح الصلد واللين والشعير وإن البلاد "تمكنت من تفادي كارثة" في اشارة الى أحوال جوية سيئة هذا العام. وأضاف أن إنتاج القمح اللين بلغ واحدا في المئة فقط من إجمالي إنتاج الحبوب لموسم 2015 والذي وصفه بأنه مرض. وقال ان الجزائر ستعتمد دائما على استيراد القمح اللين، نظرا للظروف المناخية غير المواتية. وسجل الإنتاج الوطني للحبوب ارتفاعا طفيفا بحيث قدر ب40 مليون قنطارا خلال موسم الحصاد 2014-2015 مقابل 35 مليون قنطار في الموسم السابق أي بارتفاع 14ر3 % حسب الديوان الوطني المهني المشترك للحبوب. المدير العام للديوان "سجلنا إنتاج 40 مليون قنطار من القمح الصلب واللين والشعير خلال الحصاد لهذه السنة وأستطيع القول بأنه مقارنة بأحوال الطقس التي شهدناها فإننا نجحنا في تجنب الكارثة". وكانت حملة "متوسطة" من حيث المردودية ولكنها تبقى "مرضية" مقارنة بنقص تساقط الأمطار الذي شهده شهري أبريل وماي. وللتذكير فإن وزارة الفلاحة والتنمية الريفية توقعت حصاد 43 مليون قنطار خلال الموسم الجاري على مساحة 3ر3 مليون هكتار منها 1 ر5 للقمح الصلب ومليون هكتار للشعير و600.000 هكتار للقمح و100.00 هكتار للشوفان. وتتطلع السلطات العمومية إلى رفع الإنتاج الحبوبي بصفة تدريجية ليصل إلى حد 70 مليون قنطار في 2019 وذلك عن طريق خاصة توسيع المساحات المسقية وتطوير وسائل التخصيب واستعمال البذور المصادق عليها وتطوير الميكنة. ويضيف بلعبدي: "إذا تمكننا من تخصيص 600.000 هكتارا من المساحات المسقية لزراعة الحبوب سنة 2019 مثلما تتوقعه السلطات العمومية سيصبح سهلا للجزائر تحقيق إكتفاءها الذاتي من ناحية القمح الصلب". وفيما يخص القمح اللين الذي يمثل 1% فقط من الإنتاج الإجمالي الوطني للحبوب يعتبر نفس المسؤول أن الجزائر ستبقى معتمدة على استيراد هذا النوع من القمح لأن الظروف المناخية التي تميز الجزائر لا تسمح بتطوير هذه الزراعة. وبسبب الجفاف فإن الإنتاج الحبوبي تراجع منذ المستوى القياسي الذي عرفه الموسم الفلاحي 2008-2009 حيث بلغ 61 ر2 مليون قنطار ثم تدحرج إلى 45 مليون قنطار سنة 2010 و42 ر45 مليون ق سنة 2011 قبل أن يرتفع إلى 51ر2 مليون ق سنة 2012 ثم 49ر1 مليون ق في 2013 لينخفض من جديد إلى حدود 35 مليون ق خلا موسم 2014. وتحاول الجزائر تقليص الواردات في محاولة لموازنة هبوط حاد في عائدات الطاقة بعد تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية. واستوردت الجزائر 7.8 مليون طن من القمح والشعير والذرة والشوفان في الفترة من جانفي إلى جويلية ارتفاعا من 6.85 مليون طن في السبعة أشهر الأولى من 2014. وارتفع إجمالي قيمة المشتريات 1.7 بالمئة إلى 2.108 مليار دولار. وتسعى الجزائر لزيادة إنتاج الحبوب إلى 6.7 مليون طن في المتوسط سنويا في الفترة من 2015-2019.