افتتح عمر أوصديق منتدى حول مكانة ودور منطقة جيجل في الحركة الوطنية إبان الثورة المسلحة السبت بدار الثقافة. جمع هذا اللقاء الذي دام يومين بمبادرة من المجلس الشعبي الولائي مجاهدين وأبناء الشهداء ومواطنين حضروا اللقاء الذي نشطه المحاضرون الذين أبرزوا في تدخلاتهم إسهام هذه المنطقة في الحركة الوطنية إبان ثورة التحرير المجيدة. وشارك ممثلون عن المنظمة الوطنية للمجاهدين في هذا الملتقى وزاروا معالم للثورة التحريرية منها تلك الموجودة بمنطقة أولاد عسكر التي احتضنت قيادة الولاية التاريخية الثانية في العامين 1956 و1957. وبعد تدخل كل من رئيس المجلس الشعبي الولائي والوالي والمديرة الولائية للمجاهدين تمت تلاوة محتوى البرقية الواردة من وزير المجاهدين الطيب زيتوني الموجهة للمشاركين والتي أثنى فيها بهذه المبادرة الحميدة الرامية كما اعتبر إلى "تثمين تاريخ الثورة المجيدة قبل أن يذكر بأن التئام هذا اللقاء يصادف إحياء الشعب الجزائري للذكرى ال57 لتأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية والتي ترأسها المجاهد الراحل فرحات عباس (1899-1985) المنحدر من منطقة جيجل". وعرفت هذه الأخيرة التي احتضنت مقر الولاية التاريخية الثانية بكونها منطقة ثورية بامتياز أنجبت العديد من مناضلي القضية الوطنية من أمثال محمد الصديق بن يحيي وحسين رويبح ودخلي مختار المدعو "البركة" ورموز ثورية أخرى سقطت في ساحة الشرف من أجل استعادة السيادة الوطنية كما أكد العديد من المتدخلين. وتميزت الأشغال بتقديم ثلاث محاضرات تناولت على التوالي محاور "دور منطقة جيجل في الحركة الوطنية بين 1920 و1954" و"جيجل مقر الولاية التاريخية الثانية" وأخيرا "جيجل وتشييد الدولة الجزائرية الحديثة". واستقطبت شخصية فرحات عباس أول رئيس للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية والذي وافته المنية قبل نحو30 سنة قدرا هاما من التدخلات والنقاشات التي عرفتها الأشغال. وترأس فرحات عباس مؤسس الإتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري والمولود يوم 24 أوت 1899 بالمكان المسمى بوعفرون بجيجل مقاليد الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية بين 1958 و1961 كما أنتخب رئيسا للجمعية الوطنية التأسيسية بعد الاستقلال ما جعله يشغل بذلك منصب أول رئيس لدولة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية. ودرس الحاضرون محاور مرتبطة بطفولته وتكوينه وكذا كفاحه ضد الإيديولوجية الاستعمارية إلى جانب مواقفه لصالح القضية الوطنية ونضاله من أجل الديمقراطية. وعلى هامش هذا الملتقى تحتضن دار الثقافة "عمر أوصديق" معرضا للصور والأرشيف الخاص بثورة التحرير الوطني المظفرة. وعرض المخرج حسن عصماني الذي يحضر فيلما مطولا من 30 حلقة بعنوان "أسود الجزائر" صورا وشهادات حية ومقتطفات صورها بولايتي جيجل وميلة تبرز تلك الجرائم البشعة التي اقترفتها القوات الاستعمارية خلال فترة الاحتلال بهذه المنطقة. وسيقدم هذا الشريط المطول في 4 لغات (عربية وأمازيغية وفرنسية وإنجليزية) وهذا العمل السينمائي المطول يستعرض كفاح الجزائر من أجل استرجاع السيادة الوطنية ما بين 1945 و5 جويلية 1962.