اعلنت مفوضية الاممالمتحدة العليا لحقوق الانسان الجمعة ان التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن تسبب بمقتل عدد من المدنيين "اكبر بمرتين" مما تسببت به القوات الاخرى المشاركة في النزاع. وصرح المفوض الاعلى زيد رعد الحسين في بيان "يبدو ان التحالف مسؤول عن مقتل عدد من المدنيين اكبر بمرتين مما تسببت به كل القوات الاخرى مجتمعة". وتابع "قصفوا اسواقا ومستشفيات وعيادات ومدارس ومصانع وقاعات استقبال لحفلات الزفاف ومئات المساكن الخاصة في قرى ومدن بما فيها العاصمة صنعاء. ورغم اتخاذ العديد من التدابير الدولية الا ان هذه الحوادث الرهيبة تتواصل بوتيرة غير مقبولة". وندد الحسين ب"المجزرة" التي تسببت بها الضربات الجوية للتحالف على سوق الخميس في شمال اليمن الثلاثاء. وتابع ان هذه الغارة ادت الى مقتل 106 مدنيين من بينهم 24 طفلا. وقال ان افرادا من مكتبه توجهوا الى مكان الغارة الاربعاء. واشار متحدث باسم المفوضية روبرت كولفيل في لقاء مع صحافيين ان "طاقم فريق حقوق الانسان لم يعثر على دليل بحصول مواجهات مسلحة او وجود هدف عسكري مهم في القطاع وقت الهجوم باستثناء وجود نقطة تفتيش على بعد 250 مترا من السوق". وكان متحدث باسم التحالف العربي اكد ان الغارة استهدفت تجمعا لمسلحين. ونقلت قناة العربية التلفزيونية عن المتحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية لمحاربة قوات الحوثي في اليمن قوله إن "العمليات الكبرى أوشكت على الانتهاء" وذلك بعد عام من بدء الحملة العسكرية. وهدأ هذا الشهر القتال في جبهتين رئيسيتين في اليمن واحدة عند الحدود مع السعودية والثانية في مدينة تعز بعد وساطة قبائل محلية وجرت محادثات سرية في السعودية بقصد التوصل إلى حل. ونقلت العربية عن العميد أحمد عسيري قوله الخميس "العمليات الكبرى أوشكت على الانتهاء ونتطلع لبناء مؤسسة عسكرية تؤمن أمن وسلامة اليمن وذلك بعد انتهاء عمليات التحالف باليمن." وقال إن "المرحلة المقبلة هي مرحلة إعادة الاستقرار وإعادة إعمار البلاد." وبدأ التحالف الذي تقوده السعودية منذ عام حملته العسكرية لمنع جماعة الحوثي وقوات موالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح من السيطرة على اليمن. كما تهدف الحملة إلى إعادة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى العاصمة صنعاء. وقال عسيري ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير مؤخرا إن أي محادثات سلام لا يمكن أن تجري إلا بين هادي والحوثيين ومن خلال وساطة مبعوث الأممالمتحدة الخاص إسماعيل ولد شيخ أحمد. وكان عسيري أعلن في ابريل من العام الماضي أن العلمية الأولية للتحالف قد انتهت قائلا إنها "حيدت" معظم القدرات العسكرية لقوات الحوثي وحلفائهم والتي شكلت خطرا على اليمن والدول المجاورة. لكن القتال اشتد بعد أن دفع التحالف بأعداد صغيرة من القوات البرية لدعم المقاتلين اليمنيين المدعومين بحملة جوية عنيفة. واستعاد التحالف مدينة عدن ثاني أكبر المدن اليمنية من الحوثيين المدعومين من إيران وقوات صالح في يوليو تموز ثم مأرب في شمال شرق البلاد في سبتمبر أيلول ومرفأ ميدي الشمالي الغربي الصغير هذا العام. وهدأ هذا الشهر إلى حد ما القتال في تعز الذي اشتد في الخريف كما انتهى حصار الحوثيين للمدينة. واستمرت طوال أشهر هجمات شبه يومية على مواقع حدودية سعودية مما أدى إلى مقتل مئات من جنود المملكة ومن السكان المدنيين عند جبهات القتال. وقالت الأممالمتحدة إن المعارك والضربات الجوية على مدار العام قتلت أكثر من 6000 يمني نصفهم تقريبا من المدنيين. وتسببت الحرب في نزوح ملايين.