انهارت الهدنة الإنسانية التي أعلنت عنها الأممالمتحدة في اليمن بعد ساعات قليلة من بدء سريانها إثر تجدد المواجهات بين أطراف النزاع و مواصلة التحالف العربي بقيادة السعودية سلسلة غاراته على مواقع جماعة الحوثي في عدة مدن, مما صعب مهمة الأممالمتحدة في إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين. وكانت الأممالمتحدة تأمل أن تستمر الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ يوم الجمعة الماضي حتى نهاية شهر رمضان من أجل توصيل المساعدات الإنسانية لنحو 21 مليون يمني بحاجة إليها بعد ثلاثة أشهر من المعارك التي يخوضها الحوثيون للسيطرة على السلطة في اليمن. وبادرت الحكومة اليمنية بإمكانية قبول الهدنة مشترطة انسحاب الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح من عدن و مأرب وتعز و الإفراج عن المعتقلين لدى الحوثيين, واستلام المساعدات الإنسانية من منظمات الإغاثة لإيصالها للمتضررين, وعدم تسليم تلك المساعدات للمتمردين الحوثيين. إلا أن أيا من تلك الشروط لم ينفذ على الأرض فقوات الحوثي لم تنسحب من أي موقع ولا اطلقت المعتقلين لديها. سقوط قتلى في ضربات جوية للتحالف بعد يومين من سريان الهدنة بعد يومين من بدء هدنة انسانية توسطت فيها الاممالمتحدة لا تعترف بها الرياض لقي 21 مدنيا في العاصمة اليمنية صنعاء مصرعهم صباح اليوم الإثنين في غارات جوية شنتها قوات التحالف بقيادة السعودية. ونقلت مصادر إعلامية عن أحد السكان أن "ثلاثة صواريخ استهدفت الحي ودمرت 15 منزلا وقتلت 21 شخصا وأصابت 45 آخرين". وكان المتحدث بإسم التحالف العربي العميد أحمد عسيري أن الهدنة التي أعلنت عنها الأممالمتحدة في اليمن غير ملزمة لقوات التحالف لعدم وجود التزام من الجانب الحوثي. ونفى عسيري أول أمس السبت صحة ما جرى تداوله حول إلتزام جميع الأطراف بالهدنة مشددا على أن قوات التحالف غير معنية بهدنة من طرف واحد لأنها سوف تؤدي إلى نتائج عكسية و لن تخدم المواطن اليمني. وقال أن الحد الأدنى لتطبيق الهدنة هو وجود إلتزام واضح من قبل الحوثيين وأن تكون هناك آلية لتطبيق الهدنة بوجود مراقبين من الأممالمتحدة على الأرض لرصد التجاوزات و تحميل المسؤولية لمن يرتكب انتهاكات كما حدث في الهدنة الماضية. وكانت الاممالمتحدة توسطت في هدنة في القتال يوم الجمعة للسماح بوصول مساعدات انسانية الا أن التحالف بقيادة السعودية قال ان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لم يطلب منه وقف غاراته. ويقصف التحالف مقاتلي الحوثي و قوات الجيش الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح منذ 26 مارس الماضي بهدف طردهم من جنوب البلاد ووسطها وإعادة الحكومة اليمنية الموجودة الآن في خارج البلاد. وتقدم الحوثيون من معقلهم الشمالي قبل عام وسيطروا على العاصمة صنعاء في سبتمبر الماضي ثم تقدموا جنوبا بداية هذا العام مما دفع قوات التحالف بقيادة السعودية إلى توجيه ضربات جوية. تجدر الإشارة إلى أن هذه الهدنة تعد الثانية منذ بدا التحالف العسكري في 26 مارس الماضي غارات جوية ضد مواقع للحوثيين و حلفائهم. فقد كانت هدنة سابقة في منتصف مايو استمرت خمسة أيام سمحت بوصول المساعدات إلى المدنيين المحاصرين جراء المعارك إلا أن جهود الأممالمتحدة لإطالة أمدها باءت بالفشل. الأممالمتحدة: حل الأزمة اليمنية لا يقتصر على هدنة بل على حل حقيقي ناشد مبعوث الاممالمتحدة الخاص الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد الاطراف اليمنية الى احترام وقف اطلاق النار مشيرا إلى أن الحل الحقيقي للازمة اليمنية لا يقتصر على هدنة انسانية مدتها أربعة أو خمسة أيام بل الحل الحقيقي هو الحل السياسي على أساس المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الامن. وأضاف أن الهدنة لم تنهار على الرغم من استمرار الاعمال العدائية, مشيرا إلى أن سبب الخروقات التي تشهدها الهدنة يعود الى ما وصفه ب"سوء التفاهم بين أطراف النزاع" لكنه أكد أنه يعمل على تثبيت التهدئة. وقال أنه كثف مساعيه لتحقيق ذلك مستبعدا من جهة أخرى الدعوة الى مفاوضات جديدة في جنيف في الوقت الراهن. وحذر ولد الشيخ أحمد من تفاقم الازمة الانسانية في اليمن التي وصفها ب"الكارثية" في حال عدم تسويتها, مشيرا الى ان 20 مليون يمني لا يجدون ما يسد رمقهم فضلا عن أن بعض المناطق تعاني من نقص شديد فى المواد الغذائية باتت تبعد عن المجاعة بدرجة واحدة. الأممالمتحدة تعلن أعلى مستوى للطوارئ الانسانية من أجل اليمن وأعلنت الأممالمتحدة مؤخرا أعلى مستوى لديها للطوارئ الإنسانية من أجل اليمن حيث اسفرت المعارك عن سقوط اكثر من ثلاثة الاف قتيل, من بينهم اكثر من 1500 من المدنيين واكثر من 14 الف جريح منذ بدء تدخل الائتلاف العربي اواخر مارس بحسب الارقام التي نشرتها مختلف وكالات الاممالمتحدة. كما نزح اكثر من مليون شخص في داخل البلاد منذ 26 مارس فيما كان هناك أصلا اكثر من 300 الف نازح داخلي قبل الازمة الحالية. كما هرب حوالي 46 الف شخص الى الخارج بحسب المفوضية العليا للاجئين في الاممالمتحدة. وأشارت الاممالمتحدة إلى انها لم تتلق سوى 13% من مبلغ ال1.6 مليار دولار (1.45 مليار يورو) المطلوب لمساعدة اليمن حيث ادت اعمال العنف الى نزوح اكثر من مليون شخص وتسببت ب"ازمة انسانية هائلة". وكانت الأممالمتحدة قد دعت في 19 يونيو الماضي بعد مراجعة الوضع الى جمع 1.6 مليار دولار لليمن متخوفة من "كارثة انسانية وشيكة" وهذه الاموال يفترض ان تسمح هذا العام بمساعدة الاكثر معاناة من هذا النزاع اي 11.7 مليون شخص. لكن الاممالمتحدة تعتبر ان هناك 21 مليون شخص يحتاجون للمساعدة و للحماية في اليمن اي 80% من التعداد السكاني. وأكد لاركي ان "ازمة انسانية تحصل الان" في اليمن.