أكد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي خلال زيارة العمل والتفقد التي قادته إلى ولاية برج بوعريريج، أن الهدف الأساسي للزيارة هو معاينة المعالم التاريخية الكثيرة التي تتوفر عليها الولاية والوقوف على الوضع الذي هي عليه. وشدد ميهوبي، على هامش الزيارة التفقدية، على ضرورة العمل على تصنيف هذه المعالم حتى يكون مقدمة لحماية لاحقة لها، مشيرا إلى المساهمة في الإمكانات التي تضمن لها دائما البقاء وتحول دون تعرضها للإهمال والإتلاف الذي يمحو عنها صفتها الأصلية. وأشار الوزير، إلى الشروع في تصنيف المعالم التاريخية القديمة بداية من مسجد بلدية أولاد سيدي إبراهيم، من خلال إدراجهم ضمن القائمة الوطنية للممتلكات المحمية، مع ضرورة إنجاز خارطة وطنية للآثار والمعالم التاريخية تكون في بادئ الأمر على المستوى المحلي ليتم فيما بعد التنسيق على المستوى المركزي، حيث تكون لهذه الخريطة أبعاد ثقافية وتاريخية وسياحية، كما تُمكن المواطن من التعرف على ما تتوفر عليه كل منطقة من معالم تاريخية. وقال الوزير خلال معاينته للمعلم التاريخي الواقع وسط المدينة "برج المقراني"، أن التهيئة الواسعة التي عرفها هذا المعلم التاريخي ستمكنه من أن يكون له مستقبل ودور ثقافي وسياحي كبير، كما سيكون روحا وهوية لهذه المدينة العريقة بتاريخها. وتحدّث ميهوبي عن وفاة الفنان الراحل بن يوسف حطاب، حيث وصفه بأحد الأسماء الكبيرة التي صنعت البهجة في السينما والتلفزيون الجزائري، مؤكدا أن الكثير من الفنانين يرحلون عنا في صمت، فالفنان كالشمعة التي تحترق ولا نشعر بها إلا عندما تنطفئ، مشيرا في السياق ذاته إلى وقوف رئيس الجمهورية مع الفنانين، وكذا وزارة الثقافة من خلال تكفلها بهم عن طريق الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة تكفلا ماليا وصحيا، وكذا المجلس الوطني للفنون والآداب الذي يقوم بإحصاء الفنانين المحترفين وإعطائهم بطاقات تضمن لهم التقاعد والرعاية الصحية فيما بعد. وأضاف وزير الثقافة أن الدولة الجزائرية سخرت إمكانيات كبيرة من أجل إنشاء مرافق ثقافية تربوية، حيث تم انجاز حوالي 1100 مكتبة، 400 مكتبة منها تابعة لوزارة الثقافة والأخرى تم إنجازها من طرف المجموعات المحلية كالبلديات، مشددا في ذات السياق على ضرورة إدماج المجتمع في إدارة هذه المرافق ومنح بطاقات مجانية للأطفال من أجل تحقيق مضامين ثقافية. أما فيما يخص المكتبات المتنقلة فقد أكد الوزير أن التفعيل الحقيقي لمثل هذه المكتبات ليس تفعيلا فلكلوريا، بل هو تفعيل من أجل تحقيق مضامين ثقافية وتقديم معرفة، مؤكدا أن الوزارة قامت فيما مضى برحلة انطلقت من الجزائر العاصمة ومستغانم تحت شعار "الطريق نحو المعرفة" ونزلت هذه الحافلات على كل ولايات الوطن. وعند إشرافه على افتتاح الأيام الوطنية للمسرح الشعبي بالمركب الثقافي "عائشة حداد"، أكد الوزير أن ولاية البرج جديرة باحتضان هذه الأيام لتألق فنانيها في هذا المجال، وكذا بغية إعطاء الفرصة لبروز وجوه جديدة بالمسرح، كاشفا أن المشروع المستقبلي يتمثل في تمكين ولاية برج بوعريريج من مسرح جهوي يكفل تطوير الفنانين وتحسين آدائهم يكون مقره دار الثقافة "محمد بوضياف" لامتلاكها المواصفات اللازمة، على أن يكون هذا الفضاء ملكا لجميع الجمعيات الناشطة في الحقل الثقافي مطالبا منها أن تكون في مستوى هذا الصرح الكبير، ومبرزا الدور الكبير الذي تلعبه الولاية في المجال المسرحي والأدبي محليا ووطنيا وحتى دوليا من خلال تمثيل الجزائر في عديد المحافل الدولية.