لجنة الصحة تدافع عن قانون التقاعد في التقرير التمهيدي البرلمان يتجاهل حراك النقابات فؤاد ق قالت لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل والتكوين المهني بالمجلس الشعبي الوطني أن الترتيبات الجديدة المتعلقة بمشروع قانون التقاعد "تؤكد حرص الدولة على ضمان حق الأجيال في الاستفادة من المعاشات" ، حيث أعادت اللجنة في التقرير صياغة نفس مبررات الحكومة لإلغاء التقاعد النسبي الذي أثار استياء النقابات المستقلة التي شرعت في إضرابات منذ أسابيع ، وهددت بتنظيم اعتصام اليوم أمام البرلمان بمناسبة مناقشة القانون. وأوضحت اللجنة في تقريرها التمهيدي حول مشروع القانون المعدل والمتمم للقانون رقم 83-12 المؤرخ في 2 جويلية سنة 1983 والمتعلق بالتقاعد, الذي سيتم عرضه اليوم الأحد أمام النواب للمناقشة , أن المشروع "يعبر عن مدى حرص الدولة من خلال هذه الترتيبات التشريعية الجديدة على ضمان حق الأجيال القادمة في الاستفادة من معاشات التقاعد وكذا ضمان الاستمرارية والديمومة في تمويل الصندوق الوطني للتقاعد عبر مبدأ التضامن بين الأجيال". وذكرت اللجنة أن مراجعة المنظومة القانونية المحدثة لنظام التقاعد تمت بموجب عدة نصوص تشريعية من بينها الأمر رقم 97-13 المؤرخ في 31 مايو 1997 المؤسس للتقاعد النسبي والتقاعد دون شرط السن. وأضافت أن هذا الأمر "نتج عنه إقرار اجرائين استثنائيين في فترة عصيبة عرفتها الجزائر في التسعينيات نتيجة عمليات الغلق التى مست العديد من المؤسسات الاقتصادية بهدف التكفل بالوضعيات الاجتماعية الناتجة عن عمليات التسريح الجماعي للعمال آنذاك". وأوضح نفس المصدر أن "تهافت العمال على الإحالة على التقاعد في سن مبكرة أدى الى التراجع في نسب دفع الاشتراكات التى يتغذى منها الصندوق الوطني للتقاعد, فكان سببا مباشرا في حدوث اختلال في توازنه المالي". وفي هذا السياق, أشارت اللجنة الى أن هذا النظام (التقاعد النسبي ودون شرط السن) الذي هو في الأصل "استثنائي" وليس "قاعدة عامة" فرضته "ظروف استثنائية وأملته مؤسسات مالية دولية في ظل ظروف اقتصادية جد صعبة". وتعتبر اللجنة أنه في "حال استمرار تطبيق هذين الاجرائين (التقاعد النسبي ودون شرط السن) ستنجز عن ذلك نتائج وخيمة سواء من جانب التوازنات المالية للصندوق الوطني للتقاعد أو من جانب المؤسسات العمومية التى أصبحت تسجل كل سنة تسربات لمواردها البشرية, لا سيما منها ذات التأهيل العالي وهي في عز العطاء". وأشارت اللجنة إلى أن المعدل العالمي لاحتساب التقاعد هو دفع اشتراكات خمسة عمال لضمان تقاعد شخصي (1) واحد, في حين أن المعدل الوطني في الجزائر هو دفع اشتراكات عاملين (2) لفائدة متقاعد واحد من المعاش, وهو ما يفرض على الدولة التكفل بهذا الفارق عبر التضامن بين صناديق الضمان الاجتماعي المختلفة". وعلى صعيد آخر, قالت اللجنة أن دراسة مشروع هذا القانون "تمت بالتشاور مع الشركاء الاجتماعيين مثل الاتحاد العام للعمال الجزائريين ومنظمة أرباب العمل خلال الاجتماع التاسع عشر للثلاثية المنعقد في 5 جوان 2016 بهدف الحفاظ على النظام الوطني للتقاعد وضمان استمراريته".